عاجل

الإيكونوميست: الشواهد على الصعيد السوري لا تبشر بتسوية سياسية قريبة

صورة أرشيفية

استبعدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية إبرام اتفاق سياسي بين الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه، قائلة إن الشواهد على الجانبين لا تبشر بإمكانية التوصل إلى تسوية سياسية قريبة. ورصدت -في تعليق على موقعها الإلكتروني الثلاثاء- فيما وصفته بسوء الحظ بالنسبة للسوريين، تفكير الأسد بصوت عال عما إذا كان سيرشح نفسه في انتخابات 2014 أم لا من جهة، كما رصدت إعلان معظم مجموعات المعارضة القتالية مقاطعتها لمؤتمر "جنيف 2" معتبرين ذلك خيانة من جهة مقابلة. وقالت المجلة إنه عندما يتعلق الأمر بمؤتمرات السلام في الشرق الأوسط فإنه عادة ما يكون الكلام عن المحادثات أكثر من الانخراط في مفاوضات فعلية. ورأت أن هذا هو الحال على صعيد الملف السوري، منوهة عن أن الحديث عن مؤتمر "جنيف 2" المنعقد حوله الآمال لإنهاء الحرب السورية الطاحنة كان أول ما تم طرحه قبل نحو 6 أشهر على يد المبعوث الأممي المشترك إلى سوريا الاخضر الابراهيمي، وأشارت إلى أنه -بعد عدد من التأجيلات- ثمة أحاديث الآن حول التخطيط لانعقاده نهاية نوفمبر المقبل. وأعادت المجلة إلى الأذهان مصير الجهود التي بذلها من قبل كوفي عنان -الذي سبق الابراهيمي في منصبه- لعقد مؤتمر "جنيف 1" في فبراير 2012، مشيرة إلى فشل المفاوضات إبان هذا التوقيت لما كان يعتقده كل فريق من قدرته على حسم الحرب لصالحه، وهو ما لم يتحقق. ولفتت "الإيكونوميست" إلى أن المحاولة الأخيرة الداعية إلى "جنيف 2" جاءت وسط ضغوط متجددة على المعارضة من حلفائها الغربيين وتحديدا أمريكا ومن السوريين الذين أنهكت الحرب قواهم. وحتى لو اجتمع جانبا النظام والمعارضة، تساءلت المجلة البريطانية عما يمكن أن يكون موقف كل من إيران والسعودية كظهيرين للجانبين على التوالي من المؤتمر وعما إذا كانا سيحضرانه أم لا. ولفتت المجلة إلى عقبة أخرى تكتنف طريق هذه التسوية المأمولة، وهي افتقار الائتلاف الوطني السوري المعارض إلى الشرعية على الأرض. وقالت المجلة إن زيادة التواجد المتطرف في ساحة الحرب السورية قد حول الحديث من كون ما تشهده البلاد ثورة شعبية ضد نظام قمعي إلى وضع أمني يهدد بالتوسع الجغرافي وتخطي الحدود. وأشارت إلى زيادة التخوفات من أن سوريا في أيدي هؤلاء المتطرفين، حال سقوط نظام الأسد، ستكون أسوأ بكثير. وأومأت "الإيكونوميست" إلى استغلال الأسد لهذا التحول في الرؤية في تلميع صورته، راصدة كيف بات يدلي بأحاديث صحفية كل أسبوعين بدلا من كل ستة أشهر كسابق عهده. ورصدت المجلة البريطانية في هذا السياق إبداء بعض الحكومات الأجنبية مثل ألمانيا استعدادها المؤقت فتح قنوات اتصال مع نظام الأسد ولو على سبيل مكافحة التهديد الذي يمثله المتطرفون، ولكن الأسد سيجد صعوبة في إقناع حكومات أخرى بإعادة التعامل معه، بحسب المجلة التي أشارت إلى عدم استعداد السعودية على سبيل المثال لرؤية الهلال الشيعي -متمثلا في إيران وسوريا مرورا بجماعة "حزب الله" في لبنان- وهو يستعيد بريقه. واختتمت المجلة تعليقها بالقول إن الأحجية الدبلوماسية الأكبر حول سوريا ستتمثل في المقترح المقبل الذي ستطرحه حكومتا واشنطن وموسكو مستقبلا حال إخفاق "جنيف 2" في إحراز تقدم على صعيد السلام كما هو متوقع أو حتى حال عدم انعقاد المؤتمر على الإطلاق.

اقرأ أيضاً

خبر في صورة