عاجل

  • الرئيسية
  • محليات
  • برهامي: الإصلاح مفهوم شامل ومسئوليةٌ كبيرة للأمة كلها.. والشباب له دور عظيم الأهمية

في ملتقى شباب "النور"

برهامي: الإصلاح مفهوم شامل ومسئوليةٌ كبيرة للأمة كلها.. والشباب له دور عظيم الأهمية

إذا لم يكن الشاب صاحب قضية نصرة الإسلام والدعوة إلى الله أتته الشبهات من كل مكان

أهداف وجودنا السياسي المحافظة علي الهوية.. وأطالب الشباب بالحفاظ على أنفسهم وبلادهم

هناك خطرٌ يهدد مجتمعاتنا في الاعتقاد.. والأمة تتعرض لمخاطر ضخمة في فكرها

قال الدكتور ياسر برهامي إن الإصلاح مفهوم شامل ومسئوليةٌ كبيرةٌ للأمة كلها، فالإصلاح يكون في العبادة، والأخلاق، والمعاملة، والإصلاح يكون في الفرد والجماعة والمجتمع، والدولة، والأمة؛ مشيرًا إلى أن دور الشباب في الإصلاح دور عظيم الأهمية؛ لأن قلوبهم لم تترسخ فيها التقاليد البالية التي وُرثت عن الآباء والأجداد، فالشباب ليس عندهم عقبة التقليد؛ بل عندهم دائمًا رغبةٌ في كسر التقاليد، وكسر العادات والمخالفة في ذلك، والبحث عن الجديد، ولكن هذا الأمر لابد أن يكون في النافع، وليس لمجرد مخالفة الآباء والأجداد، فكثيرٌ من الناس يكون هدفهم فقط المخالفة، فهذه طبيعةٌ شبابيةٌ لكن لابد أن يكون هذا الأمر مبنيًا على العلم حتى يكون مقاومًا للعادات القبيحة والعادات الاجتماعية البائدة السيئة، واختيار الحق بدليله؛ مشيرًا إلى أن نفور الشباب من التقليد قد يدفع البعض للبحث عن الغريب، فقد يختار البعض الإلحاد، والبعض الآخر يختار البدع، والتغريب، والبعض يختار الانشغال الشديد بالدنيا؛بالرغم من وجود التدينفي الأسرة؛ لذلك نحن نحتاج إلى الانتباه لهذه الأمور حتى نحقق ما نصبو إليه من القدرة على خدمة الدين ونصرته، وأن نكون أصحاب قضية، وطلب العلم والاستمرار في ذلك والاستدامة عليه، والانتفاع بما حولنا والاستفادة بالفرص المتاحة خلال فترة الشباب.

وأشار برهامي خلال كلمته في ملتقى الشباب الذي تنظمه أمانة الشباب بحزب النور تحت عنوان ـ الشباب في واقعنا المعاصر.. فرص وتحديات إصلاحيةـ إلى أن الشباب لديهم قدرةٌ على التجديد، ولديهم همةٌ عاليةٌ وأفكار قوية، واستعداد وعزيمة، ولديهم قوة وجَلَد ويمكن أن يثابروا، كما أن لديهم أهلية التحمل في طلب العلم، فالإنسان في مقتبل عمره قادر على التعلم، والحفظ والمذاكرة أكثر بكثير ممن تجاوز مرحلة الشباب؛ مشيرًا إلى أن الشباب الذين لا يزالون تحت الخامسة والعشرين، ونتجاوز ونقول تحت الثلاثين، لا يزال أمامهم فرصة لطلب العلم بقوة وجدية، ويجب أن يتعلموا ما يؤهلهم للمنازل العالية والمراتب السامية، فالفترة التي  بعد مرحلة الشباب لن يكون هناك قدرة على الحفظ والمذاكرة، ثم هناك مشاغل لا تحصى بعد ذلك.

 

وأضاف: هناك محطات في حياة الشاب والفتاة؛ إذا تجاوزها بسلام بإذن الله نشأ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله:"إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله" مشيرًا إلى أن مرحلة البلوغ -التي قبل المراهقة- مرحلة استكشاف فهناك رغبات جديدة لم تكن موجودةً قبل ذلك، وقوة لم تكن موجودةً قبل ذلك، فالرغبة في الجنس الآخر، والرغبة في تكوين أسرة، وبوادر الانتماء إلى كيان مستقل.

وأشار برهامي إلى أن محطة البلوغ محطةٌ للاستكشاف لكنها منزلقٌ خطير، فكثيرٌ من الشباب تزل قدمه فيه، وينحرف انحرافًا شديدًا، وتبدأ حياته بأنواعٍ من المخاطر المدمرة مثل: المخدرات، والمواقع الإباحية، والعلاقات النسائية بدرجاتها المختلفة، والإدمان على المحادثات مع الجنس الآخر والصداقات؛ ويترتب على ذلك ضياع العمر، وقد يبتلى بعشقٍ أو نحو ذلك أو شذوذ أو أمراض جنسية؛ خاصة أن الشباب في هذه المرحلة أرض خصبة تصلح لجميع البذور؛ فلذلك نقول إن هذه المحطة محطةٌ ضرورية ويجب أن نحافظ على شبابنا.

وتابع: المحطة التالية محطة دخول الجامعة، والجامعة بلا شك ذروة الشباب، والاختلاط فيها خطيرٌ جدًا، وأبواب الفتن فيها مفتوحة، ولابد أن نحافظ على نقاء القلب فيها وعدم التلوث بفتن الشبهات والشهوات، فكم من الشباب بعد أن يصلوا إلى هذه المرحلة يبحثون في الإلحاد، فمرحلة الجامعة يحدث فيها كثرة الوساوس، والتي لا بد أن يقاومها الشاب، ولابد أن يستدل على مسائل الإيمان الكبرى بالأدلة الفطرية الواضحة التي أرشد إليها القرآن، وإذا لم يكن الشاب في هذه المرحلة له قضية، اخترع لنفسه مشاغل؛ حتى لا يضيع شبابه ووقته وفراغه وصحته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ"، فما أعظم هذا الحديث الذي يحتاج الشباب إلى تدبره جيدًا!! لأن الشباب مرحلةٌ حساسةٌ ذات خطورة بالغة، ولابد أن يستغل الشاب فيها وقته وقوته وصحته وشبابه.

ولابد أن يكون الشاب صاحب قضية، فإذا لم تكن قضيته نصرة الإسلام والدعوة إلى الله أتته الشبهات من كل مكان وغلبته وانحرف انحرافًا كبيرًا؛ لذلك فإن قضية الدعوة إلى الله، وقضية الإصلاح، وقضية الاهتمام بالشأن العام، شأن المجتمع، وشأن الأسرة،وشأن الطائفة التي تنتسب إليها، من أهم عوامل مرور هذه المحطة بسلام.

وأضاف برهامي تأتي بعد ذلك مرحلة التخرج من الجامعة، والانشغال بالعمل، وكسب المال فطرة في الإنسان لتحقيق باقي الغايات التي يحتاج إليها، شرط ألَّا تكون الدنيا وكسبها هي أكبر الهم ومبلغ العلم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أصبح وهمه الدنيا فرَّق الله عليه شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له، ومن أصبح وهمه الآخرة جمع الله له شمله وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن ربِّ العزة عزوجل:"إن الله تعالى يقول: يابن آدم تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدُّ فقرك، وإلَّا تفعل ملأت يديك شغلًا ولم أسد فقرك" هذا الحديث يبين لنا نوعية العلاقة وأهميتها بين أنواع العمل وبين الإرادة والهمة، فتفرغ الإنسان بهمته وقلبه لتحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى يجمع الله له شمله، ويملأ الله يديه رزقًا، ويغني قلبه، فالله سبحانه وتعالى جعل الغنى غنى القلب، حيث لا تستهلك الدنيا الإنسان، وأما البُعد عن الله وعن دينه وعن طاعته؛ فيترتب عليها أن تكون الأعمال التي تتاح للإنسان مستهلكةً لعمره، ولوقته، ولا يستطيع أن يجد معها وقتًا يفكر فيه حتى في نفسه، ولا في شأنه ولا فيما هو مقبلٌ عليه، ويكونون كالبهيمة في الطاحونة، شغل 16 ساعة أو 14 ساعة، وأيضًا ليس هناك رزقٌ كافٍ، وليس هناك  قناعةٌ كفاية؛ لأن القناعة هي سبب السعادة، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"قد أفلح من أسلم ورزق كفافًا وقنعه الله بما آتاه".

وأضاف:هناك أعمال مستهلكة للعمر، ولا تحقق الكفاية، وأقول دائمًا للشباب إن العمل مهمٌ جدًا؛ لأن الإنسان مأمورٌ شرعًا أن يكتسب ولا يسأل الناس، ولكن حتى ترزق العمل الذي لا يشغلك عن الله فلابد أن تكون همتك وإرادتك لله سبحانه وتعالى.

أما المحطة التالية فهي مرحلة الزواج والإنجاب، فقد قال الله عز وجل:"يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون"، وقال الله عز وجل: "واعلموا أن أموالكم وأولادكم فتنة"، فهناك أناس تأخروا بسبب الانشغال بالأهل والأولاد، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الولد مجبنةٌ مبخلة"؛ مشيرًا إلى أن هذه تحديات صعبة لابد من تجاوزها، ولابد أن ننتبه لها حتى لا تأخذنا الدنيا بعيدًا وتصرعنا، الدنيا وتصرع أبناءنا وتتركهم قتلى وجرحى إذا جعلوا الدنيا أكبر همه ومبلغ علمهم.

وأشار برهامي إلى أن فترة الشباب إذا ضاعت على الإنسان بدون خدمةٍ للدين فلا يُرجى فيما بعد ذلك، وإن مضت في خدمة الدين وكان على منهجٍ سوي فإن الأمة ستستفيد من جَلَد قلوب الشباب وحدتهم، ويبقى أن نستشعر المخاطر التي تهدد شبابنا ومجتمعنا، خاصةً أن الأعداء قد سددوا سهامهم نحو الشباب، فأقول لكل شاب وفتاة أنتم مرمى الهدف، والمقصود مما يريده الأعداء، فنجد أن وزيرة فرنسية تطلب أئمة المسلمين في فرنسا أن يباركوا زواج المثليين، وأن يؤكدوا على حقهم في تكوين أسرة، ولسان حالهم ومقالهم إن لم تقبلوا ما نحن عليه (لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا)، وكما قال قوم لوط: "أخرجوا آل لوطٍ من قريتكم إنهم اناسٌ يتطهرون"، فهم يحاولون تحريف الدين وأن ينطق المسلمون بخلاف ما يعتقدون، فضلًا عما يمارسونه من ضغوط هائلة لتغيير عقائد الناس في مجتمعات المسلمين، وقبول مساواة الملل وقبول الدين الإبراهيمي المزعوم الذي لا يمت لدين إبراهيم عليه السلام بصلة، الذي يساوي بين الإيمان والكفر وبين التصديق والتكذيب بالرسل، والايمان والكفر بكتب الله عز وجل وتوحيد الله سبحانه وتعالى وعبادته، ويساوي بينه وبين عبادة غيره.

وأشار إلى أن هناك خطرًا دائمًا يهدد مجتمعاتنا في الاعتقاد وفي العمل وفي الأخلاق، فهناك انحرافات تغرس في المجتمعات من خلال وسائل التواصل، كما أن هناك مخاطر ضخمة تتعرض لها الأمة في فكرها، وتتعرض لها في سلوكياتها، فيكفي أن هناك شبابًا أكبر اهتماماته المواقع الإباحية والخمرة والمخدرات، والعلاقات مع الفتيات، والمال، والرفاهية الدنيوية مثل نوع الموبايل، والسيارة وماركة الملابس والأحذية حتى يصبح ذلك هو الاهتمام الأكبر، الذي تهتم به الأكثرية الغالبة من الشباب.

وأشار إلى أن من أهداف وجودنا السياسي المحافظة علي الهوية، ومطالبًا الشباب بالاجتهاد في الحفاظ على أنفسهم وبلادهم ومجتمعهم؛ لأن عليهم مسئولية كبيرة.