عاجل

  • الرئيسية
  • محليات
  • برهامي: العدوان الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني أيقظ الوعي وأحيا القضية في قلوب المسلمين

برهامي: العدوان الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني أيقظ الوعي وأحيا القضية في قلوب المسلمين

واهم من يتصور أن الصراع بيننا وبين اليهود على قطعة أرض لو تم تقسيمها انتهى الصراع

لن تعود للأمة كرامتها وعزتها إلا بإصلاح وبناء الفرد عقديًا وعباديًا وعلميًا وأخلاقيًا

إسرائيل تراهن على نشأة جيل لا يعرف القضية.. واليهود يحاولون صرف الناس عن الإسلام ولو إلى الإلحاد

 قال الدكتور ياسر برهامي إن إدراك طبيعة المعركة وطبيعة الصراع في قضية فلسطين والقدس والمسجد الأقصى من أهم ما يمنع أهداف الأعداء في نشأة أجيال تنسى القضية وتنسى أن لها أرضًا تدافع عنها، ففي الموجة الأخيرة من التطبيع، نجد أن الدول الست التي طبعت خلال العام الماضي وهذا العام، لم تكن بينها وبين إسرائيل حرب مباشرة ولا مرة، وإنما كانت مواقف قديمة فقط، فلما عقدت هذه المعاهدات التي سموها زورًا باتفاقيات إبراهيم ونشأ ما يسمى بالدين الإبراهيمي في حسهم فقط، وفي وهمهم أنهم يريدون جعل هذا الدين الذي هو ليس بدين إبراهيم في شيءٍ على الإطلاق، إنما أرادوا بذلك أن تنشأ أجيالٌ لا تعرف القضية، ولا تعرف حقيقة الصراع، ولا تعتقد وجوب سعي المسلمين بكل وسيلة إلى استعادة أرض فلسطين.

وأضاف برهامي ندوة «الأقصى سينتصر» التي نظمها حزب النور: أبناء فلسطين الذين هُجّروا منها سنة 48 التي أقرت المنظمات الدولية وقرارات عصبة الأمم والأمم المتحدة أنها صارت أرض إسرائيل لا يزالون حين خرجوا من بيوتهم قهرًا وظلمًا وعدوانًا أخرجوا بغير حق، خرجوا معهم بالمفتاح مفتاح البيت، وظلوا يخبرون الأجيال جيلًا بعد جيل أن هذا هو مفتاح بيتنا مثلًا في بيسان، هذا مفتاح بيتنا في القدس الغربية، هذا مفتاح بيتنا في عسقلان ونحو ذلك، فكانوا يعلقون المفتاح على صدورهم، جيلًا بعد جيل، فكان ذلك يغيظ اليهود جدًا.

وأشار برهامي إلى أن من الواجبات المهمة تجاه قضية القدس وفلسطين والمسجد الأقصى، أن ندرك أن الصراع بيننا ديني في المقام الأول، ازداد باغتصابهم الأرض، وهذا الأمر قدَّره الله ُ-عز وجل- كما أخبرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن الأديان الثلاثة (الإسلام، اليهودية، النصرانية) رغم تفاوت الأعداد ستظل موجودة إلى قرب قيام الساعة، ولن يزول هذا الصراع إلى أن يأذن الله -عز وجل- بنصر المسلمين في زمن المسيح صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن هذا الأمر لابد أن يظل في حس المسلمين، ويجب على المسلمين نصرة بيت المقدس ونصرة أرض فلسطين، وأن يعرفوا طبيعة عدوهم، وحقيقة هذا العدو، ولا يلبسن عليهم أحد في كفر هؤلاء اليهود ومن والاهم وعداوتهم لهذه الأمة ولهذا النبي -صلى الله عليه وسلم- بل لأنبياء الله جميعًا، فإن الله -عز وجل- قد وصفهم في القرآن بأوصاف كثيرةٍ جدًا تبين فسادهم الفساد العريض، والكفر المستطير فيما يتعلق بعقيدتهم في الله -عز وجل- وفي أسمائه وصفاته وفي توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وفي الإيمان باليوم الآخر والإيمان بالرسل والملائكة، والإيمان بالكتب.

وأشار إلى أن اليهود يحاولون صرف الناس عن الإسلام ولو إلى الإلحاد، فالمذاهب الإلحادية كلها من صنع اليهود، فماركس كان يهوديًا، ولين صاحب الثورة الشيوعية البلشفية في روسيا التي أسست الاتحاد السوفيتي كان يهوديًا، وكذلك المذاهب الوجودية كانوا يهودًا، وفرويد كان يهوديًا، فاليهود لا يرون أحدًا يستحق أن يعبد الله إلا هم، فهم يرون في البشرية كلها أنها لا تستحق أن تعرف دين الحق، ولذلك لا مانع أن يضلوهم في أنواع الكفر، وهذا كله من الشرك، لأن من رضي بالإلحاد وسعى في نشره في العالم أو من رضي بالإباحية وسعى في نشرها في العالم فهو كافرٌ بشرائع الأنبياء.

وأوضح برهامي أنه عندما يخرج وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي في جلسة مجلس الأمن منذ أيام، ويستدل على استحقاقهم القدس بنصوص من التوراة، فلماذا يريدون أن يستجهلونا حتى يقولوا إن الصراع بيينا ليس دينيًا؟ هو يقول إنهم سكان هذه الأرض بأدلة التوراة، والحقيقة أنهم إنما استحقوا سكنها عندما كانوا مسلمين، تابعين للأنبياء، فالعبرة ليست بالنسب وإنما العبرة باتباع الأنبياء.

وأشار إلى أن نتنياهو عندما يقول «أتمنى أن نصل لـ 100سنة»، هم في حسهم أن دولتهم المزعومة لن تعيش أصلًا، ويعلمون الآن أنهم ليس لهم مستقبل في هذه الأرض، جميعهم يقولون هذا ظلام ما قبل الهاوية، دولة إسرائيل تحترق، أبنائي لن يجدوا مكانًا في هذه الدولة في هذه الأرض، متسائلًا: ما الذي جعلهم يفكرون هكذا، رغم أنهم يملكون سلاحًا نوويًا ولديهم أشياء أخرى؟، سبحان الله رعب مُلقى في قلوبهم.

وأكد أن من يتوهم أن الصراع بيننا وبين اليهود هو على مجرد قطعة أرض لو تم تقسيمها انتهى الصراع فهو واهم، فالصراع مبنيٌ على كفرهم بالله وكفرهم بالأنبياء وكفرهم بالملائكة لأنهم عادوا جبريل عليه السلام، فهذا الأمر لابد أن يرسخ في أذهان أبنائنا، فالوعي وإدراك الحقائق ومعرفة التاريخ الماضي والمستقبل يغير كثيرًا جدًا، مشيرًا إلى أنه كلما زاد الظلم والفساد والظلام كان ذلك مؤذنًا بفرجٍ قريب وصبحٍ قريب بإذن الله، فابشروا عباد الله، فإن الله -عز وجل- أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.

وأوضح أن الأمة لن تعود لها كرامتها وعزتها إلا بإصلاح وبناء صحيح الفرد عقديًا وعباديًا وعلميًا وأخلاقيًا وسلوكيًا، بحيث يكون بناء الفرد على الإسلام والإيمان والإحسان، فلابد من ذلك ولابد من بناء الأسرة وإصلاحها.

وأشار إلى أننا رأينا جميعًا منصة الـ «فيس بوك» تنحاز لإسرائيل، وعرفنا أنهم من وراء الدمار الحاصل في مجتمعاتنا، والتي تعتبر من أسباب تدمير الأطفال والشباب، فالساعات الطوال التي تقضى في المواقع الإباحية تؤدي إلى هدم الأسرة وهدم المجتمع.

وتساءل برهامي: لماذا لا نستطيع تصنيع السلاح ونستورده؟ قائلًا: نستطيع عمل ذلك إذا كانت لدينا عزيمة قوية على الاستقلال عن أعدائنا بكل معانيه، ولا نقصد استقلالًا في مصدر سلاحنا وفي اقتصادنا، فإصلاح الأمة، لو حصل فباذن الله تبارك وتعالى يكون هناك نصر.

وأضاف: واجبنا الحالي المباشر دعم المقاومة ودعم أهل فلسطين بطرق كثيرة جدًا، فيمكن دعمهم وتأييدهم بالمال وبالطب وبالحالة المعنوية وبالوقوف بجانبهم، وتوضيح قضيتنا وقضيتهم، لأننا أمة واحدة، ودعمهم وإعانتهم على الصمود أمام عدوهم، الذي أحيا القضية واستيقظ الوعي في دول العالم الإسلامي والدول، فهناك أناس كثر لم يكونوا في وعيهم هذه القضية، والكل الآن أصبجوا على هدف واحد هو الانتصار للمسجد الأقصى، فالمسجد الأقصى يوحد الأمة.