عاجل

  • الرئيسية
  • محليات
  • مخيون: نصرة المسجد الأقصى لابد أن تكون نابعة من العلم بأبعاد القضية وحقيقة الصراع

مخيون: نصرة المسجد الأقصى لابد أن تكون نابعة من العلم بأبعاد القضية وحقيقة الصراع

فلسطين قضية محورية تخص الأمة الإسلامية كلها.. والغرب يساعد إسرائيل من منطلق عقائدي ديني

قال الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، إن قضية فلسطين وفي قلبها القدس والمسجد الأقصى، قضية محورية وجوهرية تخص الأمة الإسلامية كلها وليس أهل فلسطين وحدهم، وأن العمل في سبيل خدمة هذه القضية ونصرتها واجب شرعي يحرص عليه كل صادق في إيمانه وولائه لربه ورسوله ودينه، مشيرًا إلى أن نصرة القدس والمسجد الأقصى لابد أن تكون نابعة من العلم والمعرفة الصحيحة بأبعاد القضية، وحقيقة الصراع فيها، ويجب أن نكشف الحقائق التاريخية والدينية للأجيال الحالية والقادمة، خاصة أن عدم الإحاطة بها والجهل بجوانبها يتسبب في استمرار حالة الغفلة واللاوعي التي تعيشها أمتنا.

وأوضح "مخيون" -خلال الندوة التثقيفية التي نظمتها اللجنة الثقافية لحزب النور لنصرة الأقصى تحت عنوان "القدس في القلب"- أن اليهود لم يأتوا إلى فلسطين لمجرد البحث عن وطن يؤويهم أو أرض يسكنون فيها، بل جاءوا بعقيدة صهيونية متأصلة في قلوبهم وبنبوءة توراتية يسعون إلى تحقيقها، ولديهم عقيدة متأصلة هي نزول المسيح المنتظر، ليكون الخلاص على يديه ويقتل كل أعداء اليهود ويحكمون العالم من خلاله وبقيادته، والمسيح عندهم ليس المسيح ابن مريم، لكن من نسل داوود، ونزول المسيح عندهم مرتبط بإقامة دولة إسرائيل التي عاصمتها القدس، وبناء هيكل سليمان على جبل الهيكل الذي هو مبني عليه المسجد الأقصى، وهذه عقيدة مُسلّمة في ديانة اليهود، ولا تقبل النقاش أو المساومة أو التفاوض، وما جاءوا فلسطين واحتلوها إلا لأجلها، مشدداً على أن اليهود ليس لهم الحق في المسجد الأقصى ولا القدس لا تاريخيًا ولادينيًا، فنحن الورثة الحقيقيون للأنبياء والرسل، فاليهود ليس لهم وجود أصلا في فلسطين منذ أيام الرومان.

وأضاف رئيس حزب النور: يقول ابن جوريون أول رئيس وزراء لهذا الكيان الصهيوني، لا قيمة لإسرائيل دون القدس، ولا قيمة للقدس دون الهيكل، ويقول موشيه دايان بعد احتلال القدس الشرقية في سنة 1967: لقد أعدنا توحيد المدينة المقدسة وعدنا لأكثر أماكننا قداسة ولن نغادرها أبدا، وكذلك صرح الفريد اليهودي سنة1922 أن اليوم الذي سيعاد فيه بناء الهيكل أصبح قريبًا جدًا، وأنه سيكرس مابقي من حياته لذلك، بمعنى أنه يعد ببناء الهيكل مكان المسجد الأقصى.

وأكد مخيون أن خلاصة معتقد اليهود في القدس وفلسطين تتمثل في السعي لامتلاك أرض فلسطين وما حولها من النيل إلى الفرات، بدعوى أن فلسطين وما حولها أرض الميعاد التي وعد الرب داوود إياها في التوراة، والترويج لاعتقاد اليهود في المسيح المنقذ المخلص لليهود الذي هو من نسل داوود عليه السلام، ويقيم لليهود دولة كبرى في فلسطين تنتقم لهم من كل شعوب الأرض، ما يوضح روح الانتقام لديهم، ويفرض سلطان اليهود على كل الأمم، موضحًا أن هناك تشابهًا كبيرًا بين عقيدتهم وعقيدة الشيعة فهم أيضا ينتظرون المهدي المنتظر وبعد مجيئه سيقتل كل العرب وكل أعدائهم، وهذا هو المنطلق لما قرروه في أول مؤتمر جمع اليهود في العالم، وكان في بازل السويسرية سنة 1897، ويقول ابن جوريون:"لسنا مضطرين لرسم الحدود فلا حدود لإسرائيل مالم تتحقق إسرائيل الكبرى"، ما يعني اعتقادهم أن دولة إسرائيل ليست لها حدود، لأنهم يتوسعون،وأملهم أن تصل من النيل للفرات، بل أن يحكموا العالم كله.

وتساءل مخيون: لماذا يساعد الغرب إسرائيل هذه المساعدة خاصة أمريكا، وتعتبر دولة الكيان الصهيوني جزءًا منها؟، وقال مؤكدًا أن هذه المساعدة والمساندة القوية جدًا، ليست من منطلق اقتصادي أو مادي، ولكن من منطلق عقائدي ديني بحت، مشيرًا إلى أن الطائفة الإنجيلية البروتستانتية التي  لها عشرات الملايين من أتباعها حاليًا في أوروبا وأمريكا على وجه الخصوص، تؤمن بنزول المسيح النزول الثاني إلى الأرض، ولكن مسيح البروتستانت غير مسيح اليهود، ولكنهم يأملون في تنصر اليهود على يديه ويحكمون العالم من خلاله، وعقيدة الطائفة الإنجيلية البروتستانتية أيضا أن المسيح لن ينزل إلا بعد إقامة دولة إسرائيل وعاصمتها القدس، وبناء هيكل سليمان على جبل الهيكل الذي مبني عليه المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أن هناك بعض الشواهد على هذا الكلام، ففي خطاب "كارتر " في الكنست عام1979 قال: إننا نتقاسم معًا ميراث التوراة، وجاء في البيان الانتخابي في نفس العام، أن تأمين إسرائيل المعاصرة هو تحقيق للنبوءات التوراتية، وآمن بهذه العقيدة نابليون وبلفور، وهو أول من اعترف بإسرائيل، ويقول بلجينسكي المستشار الأمريكي الأسبق للأمن القومي، إن على العرب أن يفهموا أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لا يمكن أن تكون متوازنة مع العلاقات العربية، لأن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية علاقات مبنية على التراث التاريخي والروحي، وقال برنجين في الكينست نحن مدينون بنجاح إقامة دولةإسرائيل بنسبة 97.5% للسياسة المسيحية التوراتية، و2.5%للحرب والجيش، وهذا يوضح أن الأساس كله كان للعقيدة المسيحية التي تسمى المسيحية الصهيونية، فهناك يهودية صهيونية ومسيحية صهيونية وهذا مايدين به معظم الأمريكان ورؤساء أميركا: ترومان، وريجان، وبوش الأب، وبوش الابن، وقد قال ذلك بوش الأب في كتاب إحياء رميم إسرائيل.

وأشار مخيون إلى أن أول ما فعله اليهود عندما دخلوا القدس بعد احتلالهم للقدس الشرقية في 76، بدأوا في تنفيذ مخططهم، وقاموا بنسف حي المغاربة والذي كان بجوار حائط البراق وهو جزء من المسجد الأقصى، وهدموا مسجد البراق القديم، حتى يخلوا المكان لكي يتمكنوا من ممارسة عبادتهم عند هذا الحائط الذي يدعون أنه جزء من هيكل سليمان وهذا كذب، وخرافة لا حقيقة لها على الإطلاق، ثم حاول اليهود حرق المسجد الأقصى في عام 1969، وحرقوا منبر صلاح الدين، وكادت أن تلتهم النيران المسجد لولا لطف الله، وقبضوا على الجاني وأوضحوا أنه تصرف فردي ثم أطلقوا سراحه بعد ذلك بحجة أنه يعاني من خلل عقلي، وفي 20 يوليو 1980 صدر قرار من الكنيست الإسرائيلي أن القدس كاملة موحدة عاصمة لإسرئيل، وفي خطوة أخرى أقاموا أنفاقًا وحفريات أسفل المسجد من أكثر من 40 سنة بحجة البحث عن الآثار اليهودية وهيكل سليمان، لدرجة أنهم أنشأوا نفقًا أسفل المسجد الأقصى وحفريات، حتى يكون المسجد معلقًافي الهواء، حتى يسقط المسجد مع أي هزة أرضية أو غير ذلك.

وأوضح "مخيون" أن السبيل لاسترداد فلسطين والقدس، أن نكون مثل أسلافنا وأن تكون لنا صفاتهم وخصائصهم ونتخذ الوسائل التي اتخذوها والنهج الذي مضوا فيه، مشيرًا إلى أن الإجابة تأتي من عدو.. فيقول موشى ديان في أحد أحياء القرى العربية حينما لقي شابًا ضمن مجموعة من الشباب العرب في حي من الأحياء فصافحهم بخبث يهودي، غير أن الشاب المؤمن رفض أن يصافح ديان وقال له: أنتم أعداؤنا وأعداء أمتنا وتحتلون أرضنا وتسرقون حريتنا، لكن يوم الخلاص منكم آت بإذن الله، وتتحقق فيكم نبوءة النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ستقاتلون اليهود، أنتم شرقي النهر وهم غربيه" فابتسم ديان الماكر وقال:"حقا سيأتي يوم نخرج فيه من هذه الأرض، وهذه النبوءة نجد لها في كتبنا أصلًا، ولكن متى نخرج، استبق اليهودي الخبيث قائلا: اذا قام فيكم شعب يعتز بتراثه ويحترم دينه ويقدر قيمته الحضارية، وإذا قام فينا شعب يرفض تراثه ويتنكر لتاريخه عندها تقوم لكم قائمة وينتهي حكم إسرائيل.

وقال "مخيون": لابد أن نربي الأجيال الموجودة الحالية والقادمة خاصة الشباب على روح الجد والهمة العالية، وأن يكون عندهم وعي بحقيقة الصراع، وحقيقة هذه القضية بيننا وبين اليهود، ونربي الشباب على الاستقامة، ودين الحق لا على التفاهات ونحذر من سياسة التطبيع التي يروجون إليها، فالتطبيع عند اليهود معناه إماتة روح المقاومة والمدافعة لهم والاستسلام الكامل لكل ما يخططون ليه، في حين أنهم يربون أطفالهم في المدارس على كره العرب والمسلمين، ويجب علينا أن يكون لنا دور في توعية الشباب والناس بهذه القضية حتى تظل حية في القلوب حتى يقيض الله سبحانه وتعالى، طائفة يكتب الله على يديها النصر وتحرير المسجد الأقصى وبيت المقدس، وهذا الوقت قادم بإذن الله تعالى، وسوف ننتصر عليهم عندما تتحقق فينا أسباب النصر.