رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أن النفاق الدولي، والذي يصل إلى مرحلة التواطؤ مع إسرائيل ودعمها ومساندتها، يعد السبب الرئيسي في استمرار الاستيطان ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف هذا السرطان الذي أدى إلى مصادرة أكثر من 65% من أراضي الضفة الغربية، و85% من القدس العربية المحتلة. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم"الخميس" التي جاءت تحت عنوان "الاستيطان والنفاق الدولي" , إن وتيرة الاستيطان ارتفعت بشكل كبير منذ أوسلو وحتى اليوم حيث تضاعف عدد المستوطنين من حوالي 240 ألفا إلى أكثر من 400 ألف مستوطن، وهم مدججون بأحدث الأسلحة يعيثون في الأرض الفلسطينية الفساد وينشرون الموت في كل زاوية من زواياها". وأشارت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية الراعية الوحيدة لعملية السلام لاتزال تصر على أن تكيل بمكيالين، ففي الوقت الذي تعتبر فيه الاستيطان غير شرعي لا تطلب من حليفتها إسرائيل وقف هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي ومعاهدة جنيف الرابعة، التي تحظر إجراء أية تغييرات ديموجرافية أو جغرافية في الأرض المحتلة بل تقوم بالضغط على الجانب الفلسطيني للاستمرار فى المفاوضات العبثية. أما فيما يتعلق بالدول العربية، فقالت الصحيفة "إن المجموعة العربية تجاوبت مع الدعوات الدولية وانحازت للسلام الشامل والدائم وقدمت مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت 2002، وأكدت عليها كافة القمم التي عقدت بعد ذلك، ورغم هذا وأكثر من ذلك إلا أن إسرائيل لم تتجاوب عمليا مع التنازلات العربية والتي وصلت إلى حد الموافقة على تبادل الأراضي، وبقيت مصرة على الاستيطان وتهويد مدينة القدس وطمس معالمها العربية الإسلامية. واختتمت الصحيفة بالقول "إن مسيرة السلام متعثرة ولن تؤدي المفاوضات إلى الاختراق المطلوب، بل سيكون مصيرها الفشل ما دامت واشنطن متواطئة مع الاحتلال ولم تقم بتفعيل الإجراءات الدولية التي تجبره على وقف الاستيطان وكافة الأعمال العنصرية الفاشية التي يمارسها في الأرض المحتلة وضد الشعب الفلسطيني ويرفض الاعتراف بحقه بتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة". ا ج/ف ط م