عاجل

  • الرئيسية
  • محليات
  • محيي الدين: أفريقيا أثبتت أنها جزء أساسي من معالجة أزمة المناخ وطرحت حلولا علمية قابلة للتنفيذ

محيي الدين: أفريقيا أثبتت أنها جزء أساسي من معالجة أزمة المناخ وطرحت حلولا علمية قابلة للتنفيذ

٢٢ دولة أفريقية أصبحت تعتمد بالفعل على مصادر الطاقة المتجددة كمورد أساسي للطاقة

تخفيض الانبعاثات عبر الأبنية الخضراء سيجلب فرصاً استثمارية تقدر بنحو ٢٤,٧ تريليون دولار خلال العقد المقبل للأسواق الناشئة

أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27، أن أفريقيا أثبتت في الآونة الأخيرة قدرتها على أن تلعب دوراً كبيراً في معالجة أزمة التغير المناخي بعد أن طرحت حلولاً علمية للأزمة قابلة للتنفيذ.


جاء ذلك خلال كلمته اليوم الاثنين في جلسة بعنوان "نحو مؤتمر التغير المناخي COP27 وما بعده"، ضمن فعاليات مؤتمر "صوت أفريقيا" الذي ينظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية والبنك التجاري الدولي، وذلك بمشاركة وحضور وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد.


أفاد الدكتور  محيي الدين بأن أفريقيا تسعى لتطوير وتعميم استخدام تكنولوجيات التكيف مع التغير المناخي في مختلف دول القارة، ومنها على سبيل المثال استخدام الطاقة الشمسية في الزراعة، فضلاً عن تحقيق أكبر قدر من الاستفادة من سوق الكربون العالمي خصوصاً مع تنفيذ البرامج التي تستهدف تخفيف آثار التغير المناخي والتكيف معها على حد سواء بما يؤدي إلى تحقيق الصلابة في مواجهة التغير المناخي، داعياً في هذا السياق إلى أن يتم تمويل إجراءات التكيف بشكل متساوٍ مع إجراءات التخفيف مع ضرورة مشاركة القطاع الخاص في هذا التمويل.


وفي هذا السياق، نوه محيي الدين إلى أهمية التعريف المنضبط لدور القطاع الخاص في عملية التحول إلى الاقتصاد الأخضر وتمويل مشروعات المناخ، ووضع معايير محددة لنشاط القطاع الخاص في مجال المناخ للتغلب على الظاهرة المعروفة باسم Green Washing، مشيراً في الوقت ذاته إلى دور الحكومات في وضع أطر تشريعية وخطط عمل تسمح بدور أكبر للقطاع الخاص وغيره من الأطراف الفاعلة غير الحكومية في تمويل وتنفيذ مشروعات المناخ.


وأكد عل  ضرورة النظر باهتمام للاعتبارات المناخية عند تصميم وتنفيذ البنية التحتية لدول القارة.


وأوضح محيي الدين أن دور رواد المناخ للمساعدة في تحقيق أولويات أفريقيا يعتمد على العناصر الثلاثة الرئيسية لاتفاقية باريس للمناخ، وهي التخفيف من الانبعاثات المؤدية للاحتباس الحراري إلى النصف تقريباً بحلول عام ٢٠٣٠ من خلال حملة السباق نحو الصفر، والتكيف مع التغيرات المناخية من خلال حملة السباق نحو الصلابة في مواجهة التغير المناخي، وحشد التمويل اللازم لمشروعات المناخ، فضلاً عن مناقشة الأضرار والخسائر المتعلقة بأزمة المناخ والاستثمار في الحلول.


وتحدث رائد المناخ عن قطاع الطاقة في أفريقيا، قائلاً إن ٢٢ دولة أفريقية أصبحت تعتمد بالفعل على مصادر الطاقة المتجددة كمورد أساسي للطاقة، لافتاً إلى أن مخصصات الاستثمار في هذا المجال خلال العام الحالي بلغت قيمتها ١٠,٥ مليار دولار، مع وجود تركيز على الاستثمار في الطاقة النظيفة في كلٍ من الكونغو الديمقراطية ونيجيريا وإثيوبيا وجنوب أفريقيا خلال العام الحالي، وأوغندا وكينيا وسيراليون ومالاوي خلال العام المقبل، فضلاً عن الدور الريادي الذي تلعبه مصر بالتعاون مع موريتانيا والمغرب وناميبيا وكينيا وجنوب أفريقيا لتعميم استخدام الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة.


وأشاد محيي الدين بوجود أكبر أربعة مشاريع للطاقة الشمسية في العالم على أرض أفريقيا ومنها محطة الطاقة الشمسية في بنبان بأسوان، موضحاً أن أفريقيا يمكنها أن تكون مصدراً رئيسياً لإنتاج وتصدير الطاقة الخضراء في العالم.


وفيما يتعلق بالبنية التحتية، قال محيي الدين إن أفريقيا في حاجة ماسة لتعميم تنفيذ الأبنية الخضراء والمنشآت ذات الانبعاثات الصفرية، موضحاً أن تخفيض الانبعاثات عبر الأبنية الخضراء سيجلب فرصاً استثمارية تقدر بنحو ٢٤,٧ تريليون دولار خلال العقد المقبل للأسواق الناشئة.


وأكد أن رواد المناخ يدعمون إنشاء صندوق أفريقي لتمويل الاستثمار في المركبات ذات الانبعاثات الصفرية، مشيراً في هذا السياق إلى أن تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ يستلزم أن تكون كل المركبات الجديدة في العالم بحلول عام ٢٠٣٥ مركبات صديقة للبيئة ذات انبعاثات صفرية.


وفي مجال الزراعة، قال محيي الدين أن فريق رواد المناخ الخاص بأفريقيا شكلوا مجموعة استشارية لتقديم المشورة بشأن السياسات والاستثمارات والمعرفة للشركات الأفريقية الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في مجال الزراعة للمساعدة في التحول إلى نظام زراعي مستدام يحقق الأمن الغذائي لدول القارة.


وشدد محيي الدين على أن العمل المناخي يحتاج لتضافر جهود جميع الدول بلا استثناء، موضحاً أن تخلف دولة أو دولتين من الدول المؤثرة في ملف المناخ عن هذا العمل الجماعي من شأنه عرقلة جهود المجتمع الدولي ككل، وقطع السبل نحو التنفيذ الفعلي للحلول.