عاجل

  • الرئيسية
  • تقارير
  • قلق عالمي بعد إعلان "الصحة العالمية" "جدري القرود" طارئة صحية عامة

قلق عالمي بعد إعلان "الصحة العالمية" "جدري القرود" طارئة صحية عامة

متخصصون: إعلان "الصحة العالمية"  يساعد في تطبيق استجابة منسقة لوقف سريان المرض وتعزيز الترصد


الرباط: اغلب الحالات المبلغ عن إصابتها بـ"جدري القرود" لـ"شواذ"

مدير برامج الوقاية بـ"الصحة العالمية" :90٪ من المصابون بجدري القرود "شواذ".. ويجب الإلتزام بتوصيات المنظمة للحد وتقييد المرض

"الصحة العالمية" تنفي إمكانية تحول المرض لجائحة مثل "كورونا"

"المنظري" : ٢٦ حالة إصابة بجدري القرود بـ٥ دول بإقليم شرق المتوسط.. و الإصابات متوسطة عكس أوروبا 


مستشار الرئيس للصحة يكشف استعدادات منع دخول جدري القرود إلى مصر



منذ اللحظات الأولى للإعلان عن ظهور مرض جدري القرود في أوروبا، ارتبط هذا المرض بالمثليين، وذهبت التحليلات لأسباب ارتفاع حالات الإصابة بالمرض إلى حفلات للمثليين بأحدى الدول الأوروبية، وتوالت التأكيدات من قبل المتخصصين بالمجال الصحي بارتباط هذا المرض بهذة الفئة المنحرفة عن الفطرة الإنسانية السوية ، رغم ان هذا لايمنع ان يصاب بهذا المرض فئات أخرى عن طريق العدوى، وجاء إعلان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بأن جدري القرود طارئة صحية عامة ذات قلق عالمي، بمثابة ناقوس خطر للإنتباه والإلتفات والحذر من هذا المرض خاصة بعد أن وصلت الإصابات لأكثر من ١٦ ألف حالة بـ٧٥ دولة، بالإضافة لـ٥  وفيات، ما يستدعي تكاتف الجميع للتصدي لهذا المرض خاصة في ظل التزايد الملحوظ في حالات الإصابة بفيروس كورونا بعد ظهور متحور فرعي جديد من "أوميكرون" أسرع انتشارًا لكنه اقل في المضاعفات.


من جانبها قالت الدكتورة مها الرباط، أستاذ الصحة العامة، وعضو مفوضية الاتحاد الأفريقي المعنية باستراتيجية الاستجابة لـ"كوفيد19" إن إعلان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تفشي جدري القرود، يمثل طارئة صحية عامة ذات قلق عالمي، يعني أنه وفقا للوائح الصحية الدولية، إنها ظاهرة غير اعتيادية، وخطر صحة عامة للدول الأخرى وإنها تتطلب استجابة عالمية منسقة، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي يعتبر فيه جدري القرود فاشية لاتصل إلى "كوفيد19" وهذا مانعرفه حتى الآن، موضحه أن هناك كثير من القضايا التي نحتاج إلى اكتشافها عن هذا المرض، والمعلومات التي تقدمها الدول تبين ان المرض ظهر في بلاد لم تواجه هذه الفاشية من قبل وعليه فإن هناك خطر متزايد للصحة البشرية من الانتشار عالميا، وكذلك احتمال التدخل مع الحركة العالمية.

وأوضحت"الرباط" أنه هناك الكثير من المبادئ والأدلة العلمية والمعلومات الأخرى التي تعتبر غير كافية وتتركنا في حالة من عدم اليقين والمجهول وتتطلب المزيد من البحث والتنمية والتطوير على المستوى العالمي.

وأشارت إلى تأكيدات المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على التعاقد وعدم اليقين المرتبط بتفشي جدري القرود، وأن المتداولة التي تمت أدت إلى الخروج بهذا القرار من قبل أعضاء لجنة الطوارئ حيث زادت الحالات من ٣٠٤٠ حالة بـ٤٥ دولة، إلى اكثر من ١٦ ألف في ٧٥ بلد وإقليم، بالإضافة إلى ٥ حالات وفيات في شهر واحد فقط، مضيفه إلى أنه من المتوقع أن تزيد هذه الأرقام، وحتى وقتنا الحاضر فأن الحالات المؤكدة المبلغ عنها هي خاصة أغلبها من الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال أخرين، بالإضافة الى حالات لأطفال ونساء، مؤكدة على أن الحالات المصابة مصنفه مابين طفيفة وخفيفة، لكن قد تسبب مضاعفات وخيمة من المرض، والدليل على ذلك دخول ٨٪من المصابين للمستشفيات.

ولفتت إلى أن هذا الإعلان الحرج كون المرض طارئة صحية عالمية تسبب قلقا دوليا يساعد في تطبيق استجابة منسقة لوقف سريان المرض، وحماية المجموعات الأكثر عرضة للضعف واشتراك المجتمعات وحمايتها، وتعزيز الترصد وإجراءات الصحة العامة، وتعزيز الإدارة السريرية داخل المستشفيات، وزيادة الوقاية والبحوث واستخدام اللقاحات والعلاجات والأدوات الأخرى.

وشددت"الرباط" على أن التهديدات الصحية الطارئة لها واقع في هذه الحياة، وأي شخص يمكن أن يصاب، ودورنا في أن نقلل الإصابة، ويجب أن نستجيب لجدري القرود بشكل جماعي، وهذا هو الدرس الذي تعلمناه من جائحة كورونا.


وفي ذات السياق قال الدكتور عبدالناصر ابو بكر، مدير برنامج الوقاية من مخاطر العدوى والتأهب لها بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط، إن اكثر من ٩٠٪ من المصابون بجدري القردة من المثليين، مشيرا إلى أن هذا المرض يؤثر على المثليين تحديداً، والمنظمة حذرت من إمكانية انتشاره بين مجموعات أخرى، مشدداً على ضرورة الإلتزام بتنفيذ توصياتها الصادره للحد وتقييد هذا المرض ليس فقط بين المجموعات المتضررة بل خارجها أيضا.


وفي سياق متصل أكد الدكتور ريتشارد ب نان، مدير الطوارئ الصحية الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط، إن إعلان المنظمة للمرض كطارئة صحية، لا يعتبر إمكانية تحوله لجائحة عالمية، موضحًا أن هناك اختلاف بين كورونا وجدري القرود، مشيرا إلى أن إعلان المنظمة تفشي المرض يتم طبقا للوائح الصحية الدولية، والذي يشير إلى خطر انتقال المرض لبلاد أخرى، وتحتاج إلى استجابة دولية منسقة وهذا ماينطق على جدري القرود، مؤكدا على أن الجائحة ليست من اللوائح الصحية الدولية، وهي بشكل عام تفشي ينتشر عبر منطقة جغرافية ضخمة، وتسبب في عدوى الكثيرين.

وأوضح "برنان" أن معظم الجوائح ترتبط بالإنفلونزا كما رأينا في "جائحة كورونا"، متابعًا: "أعتقد أن هذه المرحلة وأن يوصف جدري القرود بالجائحة، مسألة محدودة، وذلك لأنه بالرغم من انتشار المرض عبر منطقة جغرافية واسعة إلا أنه يتركز في مجتمعات بعينها وعليه فلدينا فرصة جيدة في التحكم في العدوى.


وحول ما إذا كان ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا يؤثر بشكل او بأخر على احتمالية او يزيد فرص الإصابة بجدري القرود، أوضح أن المصابون بكورونا من الممكن أن يصابون بجدري القرود وأمراض أخرى معدية، مضيفا ان الإصابة بكورونا لاتزيد من فرص الإصابة بجدري القرود، وأن الإصابة بكورونا للشخص العادي لا تحد من مناعته فيصاب بجدري القرود.


وأوضح أن الأشخاص الطبيعيون مناعتهم قوية، تمكنهم من التعامل مع كورونا وجدري القرود ذات الوقت، ولكن التوجسات تذهب نحو الأشخاص الذين لديهم نوع من التسبيح المناعي مما يتناولون أدوية للسرطانات أو مرض متلازمة العوز المناعي، وهؤلاء من الممكن أن يصابون بجدري القرود ويكونوا اكثر للإصابة من غيرهم.


وحول تقييم المنظمة وتوقعاتها بشأن المرض في إقليم شرق المتوسط، أشار الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة، أن عدد التي سجلت بالاصابة بالمرض بلغت ٢٦ حالة بـ٥ دول بالإقليم مشيرا إلى المنظمة قيمت الوضع على اساس أنها متوسطه من حيث نسبة الإصابة على المستوى العالمي، بناءا على البيانات التى وردت إليها من مختلف دول العالم التي سجلت التى سجلت الحالات فيه شاملا إقليم شرق المتوسط، مشيرا إلى أن أوروبا بها نسبة إصابات عالية بناء على الحالات التي سجلت بهذه الدول.

وأكد على أن هذا المرض لاينتشر بتلك السرعة مقارنة بكورونا التى تقلقنا جميعا، مشيرًا إلى أن الجميع مازال في خطر وعلينا الإلتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية.

 وعلى الصعيد المحلي، قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، إن هناك تحذيرات تمت في المنافذ والموانيء لمنع دخول جدري القرود إلى مصر، وهذا المرض لم يتحول إلى وباء، موضحًا أن الحجر البيطري يتابع حالة الحيوانات والطيور لمنع دخول هذا المرض، مؤكدًا أن مرض الجدري موجودًا في وسط أفريقيا.


وأوضح"تاج الدين" أن مصر لم تسجل أي حالة إصابة بجدري القرود، مؤكدًا أن الدولة منتبهة لعدم دخول هذا المرض إلى مصر، مشيرا إلى أن قوة مصر تظهر في التعامل مع مثل هذه الكوارث والأزمات؛ حيث يعمل الجميع بضمير وتميز، ولم نعان من نقص أي دواء خلال مرور مصر بهذه جائحة كورونا. 


وأشاد بأداء الكوادر البشرية الذي كان أكثر من ممتاز خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، ووجود احتياطي استراتيجي من الأدوية ساهم في عدم وجود أزمات شهدتها دول عدة.


يذكر أن اللجنة العلمية لمواجهة كورونا قامت بتحديث بروتوكول العلاج الخاص بفيروس كورونا ليتماشي مع الوضع الحالي، كما تم تدريب الأطباء عليه، في إطار استعداد وزارة الصحة والسكان في التعامل مع الموجة السادسة من الجائحة.