شارك الدكتور أحمد خليل خيرالله، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور، في فعاليات قمة المناخ كوب 27، والمنعقدة بمدينة شرم الشيخ في الفترة حتى 18 نوفمبر الجاري، بحضور قادة وزعماء دول العالم، وبرئاسة مصر لهذه الدورة، مشيرًا إلى المشاركة الكبيرة من قبل رؤساء الدول التي تؤكد على وجود إرادة سياسية ومطالب شعبية لهؤلاء القادة للتضامن واتخاذ الإجراءات اللازمة نحو الوفاء بالتزاماتها في دعم قدرات الدول النامية للتعامل مع قضايا المناخ.
وأوضح "خليل" في تصريح خاص لـ "آخر الأنباء "، أن الصورة التي يشاهدها العالم الآن تبرهن على جهد كبير بذلته الحكومة المصرية للوصول لهذا المستوى الراقي الذي ظهرت عليه الدولة المصرية في تنظيمها لهذه القمة المهمة، مشيرا إلى أن هذا الأمر يستلزم جهودًا ونوايا صادقة للوصول لمخرجات تنفذ على أرض الواقع لحماية الكوكب، والوقوف بجانب الدول النامية ودعم الدول الإفريقية صاحبة الفاتورة الباهظة نتيجة التغيرات المناخية نتيجة إسراف الدول الكبرى في استخدام الطاقة غير النظيفة والوقود الأحفوري، وعدم الالتزام بتعهداتها السابقة وتقديم الدعم المالي للحد من تفاقم الأزمة وزيادة التحديات على كوكب الأرض عموما.
وأضاف "خليل"، أن الله سبحانه وتعالى أصلح الأرض قبل أن يخلق الإنسان، وخلق كل شيء فقدره تقديرا لقوله تعالى: ﴿وخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾، وقول النبي صلى الله عليه وسلم "من قتل عصفورًا عبثًا عج إلى الله يوم القيامة يقول يا رب إن فلانا قتلني عبثا ولم يقتلني لمنفعة" متسائلا: هذا حال قتل عصفور فما بالنا بقتل إنسان، مشيرًا إلى أن الله أصلح الأرض قبل أن يخلق فيها الإنسان، وقوله تعالى {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}، فهذا نهي رباني عن الإفساد.
وأشار "خليل" إلى أن مصر ضخت استثمارات ضخمة في مشروعات الطاقات الجديدة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية، فضلا عن تنسيق مصر مع المؤسسات الأممية بالأمم المتحدة منذ سنوات حول ملف الزراعة والرياح والطاقة الجديدة، مشيرًا إلى أن هذه الاستثمارات دفعت الدول الغربية لدراسة هذه التجارب الناجحة وبذلك تكون لمصر الريادة في هذا الجانب، ما يبعث بالأمل في غد أفضل، ولعل المؤتمر فرصة جديدة لعرض نموذج مصري في هذه المجالات يمكن الاستفادة منه.
وأكد رئيس برلمانية النور، على أن هناك مشروعات للطاقة البديلة بدول عربية أخرى مثل السعودية والإمارات، مؤكدًا أنها حققت جميعها إنجازات كبيرة في مجال الطاقة الشمسية والرياح.
وفي ذات السياق أشاد، "خليل" بالنداء الذي أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية بضرورة وقف الحرب الروسية الأوكرانية فورًا، مضيفًا أنه جاء في وقت حساس ودقيق للغاية وتأتي أهميته في أنه أطلق في أكبر تجمع دولي لقادة العالم منذ بداية هذه الحرب، والذي تأثر بها العالم أجمع، وللأسف الشديد تزيد من الأعباء على الجميع خاصة أنها جاءت بعد التحدي الأكبر على مدار ثلاث سنوات مرت على العالم بظخور جائحة فيروس كورونا وما تبعها من غلق وتوقف للحياة في هذا التوقيت.
وشدد "خليل" على ضرورة الانتباه لأن قضية التغيرات المناخية كلما تأخر العلاج والتعاطي بشكل جاد معها زادت فرص الخسائر وتعقدت الحلول وصعُب التنفيذ، محذرًا من تأثيرات التغيرات المناخية على الصحة العامة.
وقال إن الحياة العصرية التي نعيشها لا يمكن العيش فيها دون استخدام المواد الكيمائية، وعالميا حسب أحدث الدراسات المنشورة، هناك أكثر من 100 ألف مادة كيمائية، لم يعرف عن مخاطرها على الصحة العامة سوى 5%، أيضًا هناك دراسات بحثية عديدة نشرت في دول مختلفة حول ارتباط المناخ بزيادة معدل الإصابة ببعض الأمراض.
واختتم تصريحاته بمطالبة الجميع بتحمل المسئولية للحد من تفاقم الأزمة، وتعريض الكوكب ككل لمخاطر لا يمكن التعامل كلما تأخر الحل، موجها رسالته للدول الكبرى بضرورة الخروج من مرحلة النقاشات والتفاهمات لمرحلة تنفيذ التعهدات.
