عاجل

بعد توتر علاقتها مع أمريكا .. هل تتجه مصر شرقا نحو روسيا؟

حالة من الغموض تسود أجواء السياسة الخارجية المصرية عشية الزيارة المشتركة لوزيرى الخارجية والدفاع الروسيين إلى القاهرة, نظراً لمستواها الرفيع, وحدوثها فى ظل أجواء التوتر فى العلاقات المصرية الأمريكية بسبب موقف البيت الأبيض من الأحداث فى مصر فى مرحلة ما بعد مرسي, وأصبح السؤال هل نحن بصدد تحول فى العلاقات المصرية الأمريكية وعودة السياسة الخارجية والعسكرية للقاهرة إلى عهد ما قبل كامب ديفيد حينما كانت موسكو السوفيتية هى حليفها الاستراتيجي, أم أن الملفات المعقدة المصرية الأمريكية المتشابكة ستحافظ على التواصل الحيوى بين الجانبين. زيارة وفود شعبية مصرية لروسيا مؤخراً, ساعدت على فتح الطريق لزيارة مدير المخابرات العسكرية الروسية، الجنرال فيكسلاف كوندراسكو، القاهرة نهاية أكتوبر الماضى على رأس وفد عسكري وأمني ولقاءه وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي للوقوف على مطالب مصر بخصوص التسليح واستكشاف الاحتياجات المصرية من السلاح الروسي لسد الفراغ الناجم عن التنصل الأميركي من إمداد مصر بالسلاح ووقف المعونات العسكرية وتبادل المعلومات. زيارة مدير المخابرات الروسية أثارت قلق نواب الكونجرس الأمريكى من تكبد الولايات المتحدة خسائر استراتيجية بالمنطقة, جراء التقارب المصري الروسي, لاسيما وأن الدولتين يجمعهما تجمع "بركس" وهو تجمّع اقتصادي يهدف أساساً لمواجهة التسلط الأميركي الغربي على التجارة الدولية. ودفعت وزير الخارجية الأمريكى جون كيري للقيام بزيارة عاجلة للقاهرة فى الثالث من نوفمبر الجارى قبل يوم واحد من محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي, أعقبها تصريحات تهدئة نحو الجيش المصري خلال مؤتمره الصحفى مع نظيره نبيل فهمى, حيث قال كيري إن هناك مؤشرات على أن قادة الجيش المصري مستعدون لإرساء الديمقراطية وإلى أن يثبت عكس ذلك هناك ما يدعو للاعتقاد بأن مصر تتحرك لتحقيق خارطة الطريق الديمقراطية ويجب أن يساعد الجميع على تحقيق ذلك. فالقاهرة شريك مهم والعلاقات بينها وبين واشنطن يجب ألا تحددها مساعدات بل شراكة سياسية واقتصادية. يبدو أن زيارة كيري للقاهرة لم تشعره بالاطمئنان تجاه عودة العلاقات الهادئة القوية مع النظام الحاكم حاليا فى مصر فخرج فى تصرحين متتابعين خلال لقاءين منفصلين مع نظيريه السعودى سعود الفيصل والإماراتى عبد الله بن زايد, فمن قلب العاصمة السعودية الرياض قال إن واشنطن ملتزمة بدعم مصر لتجاوز المرحلة الانتقالية وهي متجهة نحو الديمقراطية ونحن نشجع للاستجابة لتطلعات الشعب المصري، وأن مصر بحاجة إلى تحول اقتصادي حقيقي ينعكس إيجابا علي جودة الحياة للمواطن وأنها ستدعم هذا التحول الاقتصادي. ومن أبو ظبي عاد كيري لتكرار حديثه حيث قال أشعر أن تطورات الأمور فى مصر تسير بشكل سليم، وأشعر بالسرور أنى بدأت رحلتى تلك بزيارة مصر، لأن الولايات المتحدة ترغب بقوة فى حكومة مدنية شاملة, وأضاف اتفقنا مع الإمارات والسعودية وأكثر من دولة خليجية على ضرورة دعم مصر فى تحولها السياسى، ودعمها اقتصاديا بصورة كبيرة حتى يستعيد اقتصاد البلاد عافيته. يبدو أن صدى دعوة كيري وزيارة الببلاوى لدبي أتت ثمارها سريعا حيث وصل إلى القاهرة الثلاثاء وفد إماراتي برئاسة سلطان الجابر وزير الدولة قادما من أبوظبى في زيارة إلى مصر تستغرق يومين يلتقي خلالها عددا من المسئولين لبحث المشروعات التى تمولها دولة الإمارات في مصر. وعلى رأسها إنشاء 100 مدرسة جديدة، بدأت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة إنشاءها بتكلفة بلغت حوالي 400 مليون جنيه (58 مليون دولار) لتبدأ الدراسة بها العام الدارسى القادم, ومشروعات تطوير العشوائيات بتكلفة 2.5 مليار. ويبدو أن زيارة رئيس المخابرات الروسية للقاهرة حققت نجاح ملموس أسفر عن الاتفاق على زيارة وزيرى الخارجية والدفاع الروسيين للقاهرة, حيث قال وزير الخارجية نبيل فهمى أن الزيارة التى يقوم بها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إلى مصر في فترة 13-14 نوفمبر تأتى ليجريا مع النائب الأول لرئيس الوزراء المصري ووزير الدفاع والإنتاج الحربي عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية المصري نبيل فهمي، محادثات تتناول قضايا دولية وإقليمية وتوطيد التعاون الروسي المصري في كافة المجالات، وبالأخص المجال السياسي والعسكري الفني والاقتصادي. وفى سياقٍ متصل قال المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد أحمد محمد علي، أن زيارة اللسفير الروسي "فارياغ" صباح اليوم الثلاثاء للقاعدة البحرية فى الإسكندرية وهي أول زيارة لسفينة حربية روسية إلى ميناء الإسكندرية منذ عام 1992، تأتي في إطار تعزيز الروابط والعلاقات العسكرية بين القوات البحرية المصرية والروسية. هكذا يظل الجدل دائر حول علاقات القاهرة بواشنطن وموسكو ولن يتكشف إلا فى الأسابيع والشهور المقبلة.

خبر في صورة