عاجل

  • الرئيسية
  • سياسة وبرلمان
  • رئيس "عليا النور": استخدام أمريكا الفيتو المتكرر لمنع وقف إطلاق النار بغزة انتقائية وازدواجية مشينة

رئيس "عليا النور": استخدام أمريكا الفيتو المتكرر لمنع وقف إطلاق النار بغزة انتقائية وازدواجية مشينة

انتقد المهندس سامح بسيوني رئيس الهيئة العليا لحزب النور،  استخدام الولايات المتحدة الأمريكية الفيتو للمرة الثالثة على التوالي خلال شهور لمنع تنفيذ قرار بوقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة، قائلًا: "في عجز عجيب من مجلس الأمن الموكل إليه مسئولية منع الحروب ووقفها والعمل على تسوية النزاعات في العالم، وفي انتقائية وازدواجية أمريكية مشينة، تقوم الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام حق النقض ( الفيتو) للمرة الثالثة على التوالي خلال شهور لمنع تنفيذ قرار بوقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة على خلفية المشروع التي تقدمت به الجزائر نيابة عن المجموعة العربية إثر استمرارية المذابح التي يقوم بها الكيان الصهيوني تجاه المدنيين الفلسطينين في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها إلى الآن أكثر من 29 ألف إنسان أغلبهم من النساء والأطفال". 


وأضاف" بسيوني": إن هذا العجز الدولي الذي يفضح كل الادعاءات الحقوقية والإنسانية والأخلاقية في العالم، صار دليلا واضحا على انهيار مصداقية قواعد وآليات عمل المنظومة الدولية الراهنة، بل صار برهانا جليا على ضياع الضمير العالمي وعلى تحكم الصهيونية العالمية في القرارات الدولية، وأيضا أصبح الأمر جليا للجميع على وجود الحماية الدائمة من الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الكيان الصهيوني الغاصب وعلى استمرارية دعمها وإمدادها الدائم له بالأسلحة التي يُستخدم جزء كبير منها في قتل الأطفال والنساء وهدم المنازل والمستشفيات والمساجد والملاجئ الآمنة بوحشية متناهية وممارسات إرهابية  في أبشع صورها بالعالم.


وأشار إلى أن العجيب أن هذا كله يتم في ذات الوقت التي تصرح فيه الولايات المتحدة أنها راعية السلام وحامية الحقوق الإنسانية والحريات في العالم، في حال يَصْدُق فيه قول القائل: " يأكلون مع الذئب، ثم يبكون مع الراعي". 


وأوضح أن  هذه الازدواجية الأمريكية العجيبة، وهذا العجز الدولي المشين، يُظهر بما لا يدع مجالا للشك الحقيقة التي يحاول الجميع إخفائها من أن الصراع في العالم هو صراع حضارات مبني على الأيدولوجيات، وأن المنظومة الصهيونية العالمية –والتي تسعى لتحقيق الحلم اليهودي المزعوم بإنشاء دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل طبقا للنصوص التلمودية المحرفة– صارت متحكمة في جُل القرارات الدولية التي صارت تتجاهل كل الحقوق الإنسانية  للدول الإسلامية والعربية بانتقائية عنصرية بغيضة.


واستطرد "بسيوني": إن هذه الحقيقة الواضحة والمُغَيبة، وما يتعرض له أبناء فلسطين في غزة من موتٍ محقق بالقصف الوحشى أو بالجوع والأمراض نتيجة منع الاحتلال الصهيوني لدخول المساعدات الإغاثية مع انسحابٍ عجيب لمؤسسات برامج الغذاء العالمي من القيام بمسئولياتها الإغاثية مع استمرار المحاولات الإجرامية لتهجير أهالي غزة قسريا؛ تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية نهائيا، فإن هذا كله مع ما يحدث في المنطقة من دعم للمخططات التي تعمل على تدمير البلدان العربية والإسلامية وإضعاف قوتها وتضييع هويتها، يجب أن يدفع جميع الدول العربية والإسلامية في مثل هذه الأوقات الفارقة إلى العمل بجدية على إيجاد  تعاون صادق وكامل بين دولها من أجل مصلحة الجميع، فالخطب عظيم والمخططات متنوعة، والمؤمرات على بلاد المسلمين متتالية لا تتوقف؛ وقد ظهرت الصورة بوضوح الآن لكل ذي عينين عاقل منصف غير متعجرف.


ولفت إلى أن الناظر إلى خريطة الشرق الأوسط الآن يرى بوضوح هذا المخطط الواضح الذي خلف هذا الكم الهائل من الدمار وساهم في ضياع وتقسيم الكثير من البلدان العربية والإسلامية بداية من العراق ومرورا بسوريا وليبيا واليمن، ثم لبنان وما نراه الآن من إجرام اليهود في غزة والحرب الأهلية في السودان، وما هو قائم الآن من  مخططات مستمرة في محاولات دؤوبة لطمس الهوية الإسلامية والعربية في البقية الباقية من البلدان مع زيادة الضغط الاقتصادي الخارجي والداخلي على مصر لإسقاطها كونها هي القوة العسكرية الباقية ورمانة الميزان في المنطقة.


واستكمل رئيس الهيئة العليا لحزب النور: إن هذه الحقائق التي صارت واضحة للجميع الآن تتطلب وقوف جميع القوى الإسلامية والعربية الفاعلة الآن -كمصر وتركيا والسعودية وقطر وباكستان وإندونسيا والجزائر وغيرهم- في صف واحد ووحدة حقيقية ضد هذه العنصرية والانتقائية الدولية فـ "ما حك جلدك مثل ظفرك"، وذلك عبر استخدام مصادر القوة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية المؤثرة والمتاحة لجميع الدول العربية والإسلامية والتي إن توحدت معها الأهداف واجتمعت فيها الرؤية على حفظ مقدرات الأمة وحماية شعوبها ونصرة دينها، والمحافظة على وحدة وتماسك بلدانها، صارت لنا بها قوة حقيقية مؤثرة تدفع الجميع في العالم إلى اعتبارها واحترامها، فالعالم الآن للأسف صار لا يعترف إلا بقانون القوة.


نسأل الله أن يفرج كرب أمتنا، وأن يحفظ علينا ديننا وأمننا وإيماننا وأوطاننا، وأن يحفظ إخواننا في غزة والسودان وسائر بلاد الإسلام.

خبر في صورة