انتقدت صحيفة "الفجر" الجزائرية تصريحات البيت الأبيض التي قال فيها إن خطة المغرب في الصحراء الغربية للحكم الذاتي هي خطة واقعية وجدية وذات مصداقية متسائلة عن السر وراء هذه التصريحات .. هل هو تبديد تخوفات المغرب التي حملت الملك على القيام بهذه الزيارة ؟ وقالت الصحيفة في افتتاحيتها الصادرة بعددها اليوم /الاحد/ إن الولايات المتحدة تعي تماما أن المغرب هو الذي يعرقل كل مساعي الامم المتحدة لحل قضية الصحراء الغربية .. مضيفة : هل تساءل البيت الأبيض حول موقف الصحراويين من الاقتراح المغربي حتى يحكم عليه بالجدية والواقعية؟ وأضافت الصحيفة، ان الصحراويين يريدون حلا عادلا ومستداما، يريدون حلا جذريا، فالحل المغربى هو أن يحتفظ المغرب بالجمارك والجيش، والعلم، والطابع البريدي، ويعطي الصحراويين تسييرهم لشؤونهم الخاصة بمفردهم، هذا هو مفهوم المغرب للحكم الذاتي، حتى أن حق عودة اللاجئين الموجودين في الجزائر ليس مكفولا للجميع، وإنما المغرب هو الذي يقرر من يعود إلى الصحراء ومن لايعود. فهل أطلعت أمريكا على هذا المقترح؟ واستطردت الصحيفة قائلة : صحيح أن المغرب شريك استراتيجي هام لأمريكا، ولأنه شريك استراتيجي أرجأ وزير خارجية أمريكا جون كيري الزيارة التي كان سيقوم بها إلى الجزائر منذ أسابيع، في انتظار أن يستقبل أوباما ملك المغرب، ليسمع منه وينسق معه موقفا موحدا، على حساب القضية، وعلى حساب الجزائر التي تعرضت إلى هجمة إعلامية وأهين علمها في قنصليتها بالدار البيضاء. وقالت الصحيفة: يبدو أن السياسة المغربية وعدوانها السافر على الجزائر آتت أكله، إذ ألغيت زيارة كيري، إلى بلادنا، وها هو ملك المغرب يستقبل من قبل أوباما، ويرفع البيت الأبيض من معنوياته بهذه التصريحات التي وصفتها الصحيفة بأنها "لاتسمن ولا تغنى من جوع" لأنها لن تدفع بالقضية نحو الحل. ويبدو أن أمريكا لاتبحث عن حل حتى تظل ممسكة بالعصا من المنتصف ويبقى بين يديها ما يعينها على الضغط على المغرب والجزائر للمزيد من ابتزازهما.
