عاجل

مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية

صورة أرشيفية

تناول كتاب مقالات الصحف المصرية اليوم /الخميس/ تطورات مسار الثورة المصرية وممارسات جماعة"الإخوان المسلمين" خاصة في الجامعات ومدينة المنصورة. ففي مقاله بجريدة "الأهرام" أكد الكاتب وحيد عبد المجيد أهمية ترسيخ الوعي بأن مسار الثورة سيمر بمحطات متباينة ومتناقضة.. فهذا الوعي أكثر من ضروري في عملية إدارة الصراعات المركبة والمعقدة التي تفرضها طبيعة الثورة ومسارها المتعرج. وأضاف: أن هذا الوعي يقترن بتوفير قدر كبير من الصبر وعدم التعجل. ولا تخفي العلاقة الوثيقة بين الوعي بطبيعة مسار الثورة والحاجة إلي الصبر لإكمال المسيرة مهما طال هذا المسار. وفي عموده (بدون تردد) بصحيفة "الأخبار" انتقد الكاتب محمد بركات أعمال العنف التى يرتكبها فلول الطلبة المنتمين لجماعة الإخوان، ‬وما يمارسونه من اعتداءات همجية علي هيئات التدريس والطلبة،‮ ‬وما يقومون به من تدمير للمنشآت الجامعية،‮ ‬ومحاولاتهم المستميتة لوقف الدراسة وتعطيل الامتحانات‮.‬ وقال: "لايكفي علي الإطلاق أن يتوقف رد فعلنا تجاه هذه الأحداث وذلك السلوك علي الشجب والإدانة والاستنكار،‮ ‬والعقاب،‮ ‬بل لابد من البحث فيما وراء هذه الظاهرة المرضية التي طفحت علي سطح الجامعات حديثا،‮ ‬وحولتها الي ساحة للجريمة والخروج علي القانون". وأشار إلى الدور الكبير الذي يجب أن تقوم به المؤسسة الدينية من جهد مؤثر وفعال،‮ ‬في ترسيخ قيم الاسلام الوسطي الحنيف في نفوس الشباب،‮ ‬انقاذا لابنائنا وشباب الأمة من خطر الوقوع تحت تأثير دعاة التطرف والتكفير والعنف‮.‬ معضلات مصر: وفى مقاله بصحيفة "المصري اليوم" قال الكاتب عمرو الشوبكي، إن إحدى معضلات مصر الرئيسية أنها لم تقم بثورة كاملة دفعت ثمنها الباهظ كما تقول كتب التاريخ فأسقطت الدولة وهدمت المؤسسات القديمة على أمل بناء أخرى جديدة ثورية، ولم تقم بإصلاح كامل تحتاجه الدولة ويتمناه الشعب، وبقى الوضع على ما هو عليه، وربما أسوأ مما كان قبل الثورة. وأضاف الكاتب، ظل الحلم الثورى لدى البعض فى إطار الشعارات والعالم الافتراضى وتصفية الحسابات السياسية ولم يترجم فى مشروع إصلاحى على أرض الواقع تقدم به المجتمع وأصلحت من خلاله مؤسسات الدولة، كما حدث بالنسبة لدول النجاح، فبقينا محلك سر غير قادرين على التقدم ولو نصف خطوة للأمام. وتابع: صحيح هناك بعض التجارب التى سعى فيها كثير من الثوار إلى بناء مجتمع ثورى، وهناك كثير من المفكرين والمصلحين الذين حاولوا بناء مجتمع مثالى عبر الدعوة والأفكار الجديدة، وفى كلتا الحالتين لم يعرف العالم مجتمعا ثورياً أو مثالياً، رغم وجود الأفكار الثورية والإصلاحية على السواء. واستطرد: الحقيقة أن هذا المجتمع لم يوجد فى أى تجربة إنسانية، صحيح أن هناك مجتمعات متقدمة وأخرى نامية، ومجتمعات ديمقراطية وأخرى ليست كذلك، وهناك مجتمعات ثرية وأخرى فقيرة، لكن لا يوجد مجتمع واحد فى حالة ثورة دائمة أو مجتمع واحد مثالى عرفته البشرية. وأكد الكاتب أن مصر كان فيها فعل ثورى عظيم وملهم استمر 18 يوما وسقط فيه 700 شهيد، ولم يقدم قيادة أو مشروعاً سياسياً متوافقاً عليه من معظم المشاركين فى الثورة، وبعد سقوط مبارك دخلت البلاد فى مستنقع الفشل المتتالى، ورحلة الاتهامات بين الثوريين والإصلاحيين، فلا الثوار نجحوا فى ثورتهم المستمرة ولا الإصلاحيون أصلحوا أى شىء حتى يدفعوا معظم الثوار إلى الإيمان بالإصلاح التدريجى كطريق للتغيير والبناء. واختتم الكاتب مقاله قائلا "لم يفهم الثوار قواعد اللعبة السياسية وآليات التغيير بعيداً عن الشعارات الحماسية والأحلام الوردية، ولا الإصلاحيون شعروا أنهم بحاجة إلى أن يصبحوا ثوريين فى رؤيتهم للإصلاح كما قال الإسبان لى مرة بعد 25 يناير إننا صحيح لم نغير بلدنا عن طريق الثورة، لكننا قمنا بإصلاحات ثورية. وهذا ما تحتاجه مصر: نعم إصلاحات ثورية. ذبيح المنصورة: وفى مقالة بصحيفة "الشروق" قال الكاتب فهمي هويدي كل الصحف المصرية التي صدرت أمس تحدثت عن "ذبيح المنصورة"، وهو سائق التاكسي محمد جمال بدر الذي ذكرت التقارير الصحفية أن أعضاء من الإخوان قتلوه وأحرقوا سيارته، وان آلاف المواطنين خرجوا في جنازته يهتفون ضد الجماعة ويطالبون بالقصاص، وفي التفاصيل نقلت إحدى الصحف شهادة لمسئول الأمن في إحدى شركات الصرافة قال فيها إن سيدة كانت ترتدي خمارا أخرجت سكينا كبيرا من ثيابها وطعنت به السائق في عنقه. وتحدث تقرير الطب الشرعي عن وجود تسع طعنات في جسده، وإلى جانب التفاصيل الكثيرة المنشورة رأينا صورا لجنازة السائق وجثته الملقاة على الرصيف وطفليه وأبيه، إلى آخر التفاصيل المتعلقة بالمأساة.. قبل ان تخرج علينا الصحف بالتفاصيل سابقة الذكر، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء 17/12 شريطا مصورا ــ بوسع أي أحد ان يشاهده على «يوتيوب» ــ سجل وجود التاكسي وسط المتظاهرين والتفاف كثيرين حوله ممن كانوا يتصايحون بعد ايقافه، وقد قام هؤلاء برفع التاكسي وإخراج سيدة كانت موجودة تحته.. وكان واضحا حالة الفوضى والانفعال التي لم تهدأ إلا حين قلب التاكسي على جانبه الأيمن وتم حمل السيدة بعيدا عن المشهد. وقال:رغم ان الحادث واحد والجريمة مزدوجة، إلا أن وسائل الإعلام لم تركز إلا على الشق المتعلق بقتل السائق، أما السيدة التي تم دهسها وسجلت الصور إخراج جثتها من تحت التاكسي لم يشر أحد إليها بكلمة، حتى بيان رئيس الوزراء الذي قدم عزاءه إلى أسرة السائق تجاهل أي ذكر للضحية الأخرى. اضافمن جانبي حاولت ان أتحرى الأمر فاتصلت بمن أعرف في المنصورة، وأتيح لي أن أتحدث إلى بعض أساتذة جامعة المنصورة وآخرين ممن شاركوا في المسيرة. فقالوا إنهم كانوا متواعدين على الخروج من مسجد الشناوي قاصدين استاد المنصورة، ولكن سائق التاكسي أراد ان يتجاوز المسيرة فطلب منه المنظمون أن ينتظر لبعض الوقت حتى يخلوا له الطريق، لكنه لم يصبر فتقدم بسيارته وسط الجمع الأمر الذي أدى إلى اصطدامه ببعض السيدات المشاركات في المسيرة، وإذ سقط بعضهن على الأرض جراء ذلك، فان واحدة منهن سقطت تحت السيارة التي واصلت تقدمها ببطء نظرا لوجود السيدة تحتها. وقد أثار ذلك غضب المتظاهرين فتحلقوا حولها وظلوا يضربون أبوابها بأيديهم إلى أن أوقفوها. فسارعوا إلى إخراج السيدة من تحتها التي كانت فاقدة للنطق وفي حالة إغماء، الأمر الذي اقنعهم بأنها فارقت الحياة، وكان ذلك سببا في إشاعة الهياج والغضب بين الجموع المحيطة، فانهال بعضهم بالضرب على السائق، الأمر الذي انتهى بوفاته. وقد نقلت السيدة(اسمها رضا) إلى أحد المستشفيات القريبة، وبعدما وجدوا أنها لاتزال تتنفس، نقلوها إلى مستشفي خاص. أما السيدات الخمس اللاتي أصبن بكسور في الساق والحوض فقد حملن بعيدا عن المشهد لعلاجهن في العيادات الخاصة، لان المتظاهرين خشوا من إلقاء القبض عليهن. هذه هي الرواية الثانية التي تستند إلى الشريط المصور المتاح على اليوتيوب، والتي لم تشر صحف صباح أمس إلى شيء من وقائعها. وإذا وضعناها إلى جانب الرواية التي أبرزتها بقية الصحف المصرية فاننا نستخلص ثلاث نتائج هي: إننا بصدد جريمتين لا جريمة واحدة، فقتل السائق جريمة لا ريب، في حين أن اقتحام الجمع بالتاكسي ودهس السيدة التي لا يعرف مصيرها جريمة أيضا. واضف:إن الأمر كله لم يكن له طابع سياسي، ولكنه تهور وانفعال من جانب السائق المشكوك في هويته قوبل بتهور وانفعال من جانب المتظاهرين، وهو ما يذكرنا بحالات أخرى تكررت في بر مصر، لجأ فيها المواطنون من جانبهم إلى سحل وصلب نفر من الجناة والبلطجية، إن المشهد على بعضه يسلط الضوء على إحدى الظواهر الاجتماعية المؤرقة التي برزت في مصر خلال السنوات الثلاث الأخيرة، التي تتعلق بمفهوم العدالة وقيمة القانون التي اهتزت في تلك الفترة، بحيث أصبح كثيرون غير واثقين من عناية السلطة بها. وهو ما يدفع البعض إلى أن يتولوا بأنفسهم تحصيل حقوقهم ومعاقبة من يرون أنه يستحق العقاب. لقد ذكرت إننا بإزاء جريمتين وليس جريمة واحدة كما أوحت بذلك الصحف التي صدرت أمس، وسلطت الضوء على طرف واحد دون آخر، الأمر الذي يدعوني إلى القول بأن النشر المشوه والمتحيز الذي تم يشكل جريمة ثالثة.