عاجل

الصحف الخليجية تهتم بالتفجير الارهابى ببيروت والشأن الفلسطينى

صورة أرشيفية

اهتمت الصحف الخليجية الصادرة صباح اليوم السبت بحادث التفجير الإرهابي الذى وقع فى العاصمة اللبنانية بيروت وتسبب في مقتل سبعة من بينهم الوزير السابق محمد شطح و6 آخرين وإصابة العشرات ،محذرة من تبعات هذا الحادث الإرهابى ، بالإضافة إلى الشأن الفلسطينى وتطورات الأوضاع في جنوب السودان. فمن جانبها، رأت صحيفة "عكاظ"السعودية أن اغتيال محمد شطح مستشار رئيس الحكومة اللبنانبة الأسبق سعد الحريري - في حادث التفجير الإرهابي الذي وقع امس وتسبب في مقتل سبعة وإصابة العشرات - والذي وصفته بالشخصية الأكثر اعتدالا في لبنان ليس استهدافا لتيار المستقبل أو الحريري فحسب بل اغتيال للاعتدال اللبناني ومحاولة جديدة لإيقاظ الفتنة بين اللبنانيين وتمزيق وحدة بلدهم والنيل من أمنهم واستقرارهم. وحذرت الصحيفة -فى افتتاحيتها تحت عنوان "استهداف لبنان "- من أن عملية الاغتيال التى كانت مدبرة خلال اجتماع لشخصيات سياسية بارزة من تيار المستقبل، يكشف عن نوايا مبيتة لخلق الفتنة بين اللبنانيين، في وقت تنقسم فيه الساحة السياسية اللبنانية إلى تيارين متصارعين حول عدة قضايا دولية وإقليمية، وفي مقدمتها الملف السوري. وأضافت أنه ومن خلال هذه الخلافات الداخلية والإقليمية، لا يمكن تحييد دوافع اغتيال شطح عن هذه المعطيات بشكل أو بآخر..وبالتالى فإن ابتعاد لبنان عن الصراعات الإقليمية والتزامه سياسة الحياد التي طرحها الرئيس ميشال سليمان بجدية، هي أولى الخطوات التي تجنب لبنان مزيدا من القتل. ولفتت الصحيفة إلى أن هشاشة الوضع الأمني اللبناني والذي يرافقه بنية سياسية ضعيفة في ظرف إقليمي بالغ الحساسية والدقة، لا يسمح ولا يحتمل مثل هذه الأحداث الجسيمة من اغتيالات سياسية تزيد الوضع تعقيدا ، معربة عن الخوف من أن يفتح اغتيال شطح الباب أمام مسلسل جديد من الاغتيالات.. يغرق فيه لبنان بالمزيد من الدماء. بدورها ، رأت صحيفة "الوطن"السعودية أن من نفذوا التفجير الارهابى الذى وقع أمس فى بيروت هم من نفذوا التفجير الارهابى الذى استهدف اغتيال الحريرى الاب. وقالت فى افتتاحيتها بعنوان "في تفجير "ستاركو".. لن تحتار أصابع الاتهام" إن أسلوب الاغتيال الذي قتل به شطح، بات معروفا كالبصمة منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري؛ لأن لهؤلاء بصمة إجرامية لن يستطيعوا محوها، أو تغييرها. وحذرت الصحيفة من أن هؤلاء ومن ورائهم لايريدون للبنان أن تهدأ ويفتحون نوافذ الشر والفوضى على لبنان واللبنانيين ويستدرجون الحرائق إلى البيت الوطني وكلما أعيد إعمار جزء من وسط بيروت، أعيد تدميره، في إشارة رمزية إلى فاعل الإعمار، وهو المستهدف، وفاعل التدمير، وهو المستهدف. من جهتها ، قالت صحيفة "البيان" الإماراتية إن إسرائيل تتعمد في كل مرحلة يعلن فيها عن تحقيق تقدم في عملية السلام، أن تعلن عن خطوة من شأنها إفراغ ذلك الإعلان من محتواه، وهذا ما حصل أول أمس عندما أعلنت أنها بصدد بناء وحدات استيطانية جديدة تزامنا مع الإفراج عن دفعة من الأسرى الفلسطينيين ، حيث يلجأ قادة إسرائيل عادة إلى مثل هذه الخطوات لارتكاب جميع الانتهاكات. وأضافت أنه بات واضحاً أن جمهور الناخبين الإسرائيليين يتخذ مواقف يمينية متطرفة كلما تقدمت عملية السلام، وكأن التطرف مرتبط فقط بحقوق الفلسطينيين ، والأغرب من ذلك أن الذريعة التي ساقها رئيس الوزراء الإسرائيلي لتبرير توسعة المستوطنات في الضفة الغربية والقدس، بعد أن أعلن تجميدها نزولا عند ضغوط الوسيط الأميركي هي أن إسرائيل تلقت صواريخ عشوائية من قطاع غزة، وهذا يعني أنه يحمل كل الفلسطينيين مسؤولية حادث فردي، ولا يعنى بالسلطة الفلسطينية التي تفاوضه، والتي لا تملك من أمر القطاع شيئا . وأكدت الصحيفة في ختام مقالها أنه لا علاقة للحقوق الفلسطينية، ولا لقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالأراضي المحتلة بالجمهور الإسرائيلي، فهذه القرارات اتخذها المجتمع الدولي بمنظماته الشرعية المعروفة بناء على نصوص قانونية معترف بها من قبل الجميع، وآن لهذا النوع من الابتزاز أن يتوقف. من جانبها، تناولت صحيفة "الخليج" الامارتية في مقالها الافتتاحي الأوضاع في جنوب السودان، وقالت إنه يبدو أن كل المبادرات الإقليمية والدولية التي تمثلت بالوفود التي توجهت إلى جوبا عاصمة جنوب السودان، قد فشلت في لجم الاشتباكات التي اندلعت بين قوات الرئيس سيلفا كير ونائبه السابق رياك مشار، والتي أخذت تتحول إلى "حرب أهلية" قبلية، فلا نداء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بوقف الاقتتال لقي آذانا صاغية، ولا جهود الوفود الإفريقية وغيرها أقنعت الطرفين بالجلوس حول طاولة مفاوضات وصولا إلى مصالحتهما، ولا حتى قرار زيادة عدد قوات السلام سوف يؤثر فيما يبدو في مجرى الأحداث . وأضافت الصحيفة أنه من الملاحظ أن الاتهامات المتبادلة بين الجانبين تؤشر إلى أن حبل التواصل بينهما قد انقطع، وأن القطيعة صارت بلا رجعة، لأن ما بينهما من خلاف تاريخي مزمن، إضافة إلى سياسة الاستئصال التي اتبعها سيلفا كير ضد خصومه، والصراعات القبلية باتت عميقة جدا. وأشارت إلى أنه لم يكن خافيا قبل إعلان استقلال جنوب السودان أن هناك خلافات بين الأطراف السياسية والعسكرية الجنوبية، رغم أن الخلافات كانت تظهر شكل مواجهات عسكرية محدودة إلا أن كل التوقعات كانت تشير إلى أن "رفاق الدرب" لن يطول بهم المسير، وأن الاستقلال لن يوحدهم بل إن الصراع على السلطة سوف يحكم العلاقات بينهم . واختتمت البيان مقالها بالقول أنه يبدو أن جنوب السودان لا يكفيه الفقر والأمية وانعدام الحد الأدنى من مستلزمات الحياة، وما عاناه من تدمير وتهجير طوال سنوات الحرب ..وها هو يدخلها مرة أخرى مع كل ما ينجم عنها من مآس إنسانية ممثلة بالمذابح والخراب والتهجير المتجدد .

اقرأ أيضاً