عاجل

الإيكونوميست: دولة جنوب السودان تدمر نفسها من الداخل

صورة أرشيفية

قالت مجلة "الايكونوميست" البريطانية، إن دولة جنوب السودان الوليدة تدمر نفسها من الداخل، مشيرة إلى أن آفاق الخروج من الأزمة الراهنة لا تزال معتمة على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها دول الجوار في هذا الصدد. وأضافت المجلة - في تعليق على موقعها الإلكتروني الخميس- أن الذي بدأ صراعا سياسيا على السلطة داخل "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الحاكمة سرعان ما اصطبغ بالصبغة العرقية واضعا أكبر قبيلتين في البلاد في مواجهة إحداهما الأخرى - الدنكا التي ينتمي إليها الرئيس سيلفا كير في مقابل النوير التي ينحدر منها نائبه السابق رياك ماشار. ورصدت المجلة تعقد هذه الصبغة العرقية في الأوساط رفيعة المستوى؛ حيث لا يزال وزير الخارجية برنابا ماريال بنيامين -وهو نويري- مواليا للرئيس كير، فيما أعلنت ريبيكا قرنق أرملة جون قرنق مؤسس الحركة الشعبية لتحرير السودان -من الدنكا- تفضيلها لماشار على كير. أما على الأرض، فإن الواقع يشهد صراعا قبليا وحشيا تاركا البلاد على أعتاب تطهير عرقي، بحسب المجلة التي أشارت إلى انتشار عمليات القتل الانتقامية في أرجاء أحدث دولة في العالم ما دفع أكثر من 180 ألفا إلى النزوح من ديارهم حيث قصد عشرات الآلاف منهم ولاية البحيرات شمال غربي العاصمة جوبا، فيما قصد آخرون قواعد الأمم المتحدة. وقلصت المجلة البريطانية من أفق الآمال بأن يسفر توسط القادة الإقليميين عن وقف لإطلاق النار في ضوء النتائج الهزيلة التي لتلك المساعي حتى الآن. وعلى الصعيد السوداني شمالا، رصدت المجلة اتخاذ الرئيس عمر البشير وضع المراقب بحذر لما يحدث في الجنوب دونما انخراط في الصراع، مشيرة إلى اعتماد اقتصاد دولته على عوائد تسويق نفط دولة الجنوب عبر خط أنابيب إلى البحر الأحمر. ولكن استمرار الصراع في الجنوب قد يغري البشير بالتدخل لحماية مصالحه المرتبطة بحقول النفط المتاخمة للحدود. ورجحت المجلة سعي ماشار عندما يضيق عليه الخناق إلى إبرام صفقة مع البشير يستطيع الشمال بموجبها رفع عائداته من مرور النفط الجنوبي في مقابل دعم البشير لماشار. واستبعدت "الإيكونوميست" انتهاء الصراع والفوضى في وقت قريب؛ في ضوء استبعاد فرصة أن تلحق قوات الرئيس كير الهزيمة بمقاتلي نائبه السابق ماشار على الرغم من الدعم الأوغندي لقوات الرئيس كير. وأشارت المجلة في هذا الصدد إلى ما يتمتع به الفريقان من خبرة طويلة اكتسباها عبر عقود من القتال المسلح. واستدركت المجلة قائلة إنه حال الحديث عن سلام بين فريقي الصراع، فإن التفاوض سيبدأ حينئذ حول تقاسم السلطة. ولكن من الصعب الآن تخيل كلا من كير وماشار متعايشين مرة أخرى جنبا إلى جنب.

اقرأ أيضاً

خبر في صورة