عاجل

الموت ينهي وحشية شارون بعد 8 سنوات فى الغيبوبة

بعد غيبوبة كاملة استمرت ثمانية أعوام نتيجة لجلطة مخية، توفى رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق أرئيل شارون، الذى اشتهر بأن لديه وحشية تفوق الخيال وأنه أكثر القيادات الصهيونية إجراما وتعطشا للدماء، حيث تفوق في الإرهاب على الجميع وسيرته مليئة بشتى أنواع الشرور والعدوانية. وأصيب شارون (86 عاما) فى 4 يناير 2006 بجلطة سببها نزيف دماغي حاد سبب له فقدان وعيه، وأدخل إلى مستشفى "هداسا عين كرم" في القدس حيث أجريت له عملية أولى دامت 6 ساعات، ورغم استقرار حالته الصحية نتيجة العملية، فلم يعد إلى وعيه، ومنذ ذلك اضطر الأطباء لإعادته إلى غرفة العمليات بضع مرات بعد أن اكتشفوا وجود مناطق أخرى في الدماغ تعاني من النزيف، فضلا عن مشاكل طبية أخرى تميز حالة عدم الوعي. وفي 28 مايو 2006 نقل شارون إلى مستشفى "شيبا" في رمات جان بجانب تل أبيب، وفي مقابلة صحفية في 17 سبتمبر 2008 قال الطبيب المسئول عنه "إنه في حالة الوعي الأدنى حيث يحس بالألم ويرد على سماع صوت أقربائه، مؤكدا أنه مازال في حالة خطيرة دون أن يطرأ تحسن ملموس على حالته الصحية منذ نقله إلى المستشفى". وفي عام 2010، أشار الأطباء المعالجين لشارون إلى أنه بدأ يستجيب للمؤثرات الخارجية فى إشارة إلى احتمالية استعادته للوعى مقررين بذلك إمكانية نقله إلى منزله في مزرعة "الجميز" لمدة 48 ساعة كبداية لسلسلة من الزيارات المنزلية، إلا أن ثبات الوضع الصحى لشارون ظل كما هو لفترة ثم عاد إلى التدهور حتى بدأت أعضاؤه الحيوية في التوقف عن العمل منذ أسبوع في مركز شيبا الطبي قرب تل أبيب. وأعلن المستشفى الذي يعالج فيه شارون أول أمس أن الوضع الصحي لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق الذي دخل في غيبوبة منذ ثماني سنوات تدهور في الساعات الأخيرة وبات ميئوسا منه، الأمر الذى أدى إلى قيام إسرائيل بإجراء استعدادات سرية خاصة لجنازة رئيس الوزراء الأسبق طبقا لمصادر صحفية. ووفقا لأسرته فإن شارون أوصى من قبل بأن يدفن في النقب بالقرب من زوجته الأخيرة "لي لي"، رافضا أن يدفن في مقبرة رؤساء وزراء إسرائيل في مونت هرزل، وسيتولى مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الترتيبات الخاصة بالجنازة فور إعلان الوفاة رسميا، وذلك بالتعاون مع جلعاد وعمري شارون أبناء آرييل، والذين يريدون جنازة دولية على غرار تلك التي حظى بها زعيم جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا. وأشارت مصادر صحفية إلى أن السلطات الإسرائيلية تجرى استعدادات أمنية خاصة لبحث إمكانية استقبال قادة رؤساء وقادة من دول العالم في حالة رغبتهم في المشاركة في الجنازة، كما يجري الترتيب لدعوة العديد من المسئولين البارزين عالميا وإقامة جنازة ضخمة لشارون. واقترن اسم شارون كمخطط لغزو لبنان في 1982عندما كان وزيرا للدفاع، وقام عندما كان رئيسا للوزراء بإخلاء قطاع غزة من المستوطنين والقوات الإسرائيلية في 2005، وقد أدت قرارات وتصرفات شارون، رئيس الوزراء رقم 11 في تاريخ إسرائيل، سواء إبان عمله العسكري أو بعد ذلك في مجال السياسة في تعزيز أركان دولة إسرائيل، إلا أنها كانت مثيرة للجدل وأدت لانقسام في الآراء، كما تسببت في طرده من مناصبه أيضا بعد مجازره في لبنان. ولد أرئيل صموئيل مردخاي شرايبر(أرييل شارون) في قرية ميلان الفلسطينية، التي أصبحت فيما بعد تسمى مستوطنة كفار ملال، عام 1928 لأسرة من أصول بولندية عملت في مزارع الموشاف في فلسطين بعد أن فرت إليها خوفا من بطش النازيين، ودرس التاريخ وعلوم الاستشراق في الجامعة العبرية في القدس، وأكمل تحصيله الجامعي في كلية الحقوق في تل أبيب، ثم حصل على شهادة جامعية عام 1996، ثم أرسله والده إلى الكلية الزراعية إلا أنه لم يكن راغبا في الدراسة. وعرف شارون منذ صغره "الإجرام" حيث كان يحمل عصا في صغره لضرب الأطفال وإخضاعهم، وانضم إلى عصابة الهاجانة مبكرا، وقاد إحدى فرق المشاه في حرب 1948، وأصيب في بطنه بينما كان يحرق أحد الحقول وكاد يقتل لولا أن قام جندي شاب بنقله إلى مكان آمن، وأصبح ولاؤه أثناء القتال لا يتجه إلى الوطن ككل وإنما إلى المقاتلين معه فحسب، وقد صارت هذه إحدى العقائد الأساسية في الجيش الإسرائيلي.