أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، إن العمل العربي المشترك يعتبر الوسيلة المثلى لتحقيق التنمية العربية المستدامة، مشيرا إلى إن المبادرة الإستراتيجية الهامة التي أطلقها الرئيس السوداني عمر البشير، لتشجيع الاستثمار العربي في السودان للمساهمة في سد الفجوة الغذائية، أصبحت حقيقة اليوم بعد ما كانت حلما في السنوات السابقة. ودعا العربي- في كلمته مساء اليوم الأحد, بقاعة الصداقة بالخرطوم في الجلسة الافتتاحية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في دورته الاستثنائية على المستوى الوزاري المنعقد تحت شعار"تحقيق الأمن الغذائي العربي" بحضور الرئيس السوداني عمر البشير، وزراء المال والاقتصاد العرب والصناديق ومؤسسات التمويل العربية- إلى ضرورة العمل الجاد لتنفيذ المبادرة التي تبنتها القمة العربية في الرياض العام الماضي، وكلفت المجلس بعقد دورة استثنائية بالخرطوم لبحث سبل تنفيذ تلك المبادرة المتميزة. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، إنه حان الوقت لتحقيق شعار "السودان سلة الغذاء للعالم العربي"إلى حقيقة تشعر بها جميع الشعوب العربية وليصبح هذا الشعار اليوم حقيقة قابلة للتحقيق على أرض الواقع، مشيرا إلى أن السودان يملك 40 مليون فدان خصبه صالحه للزراعة ومناخ متنوع وموارد مائية، فضلا عن حجم ثروات طبيعية كبيرة. وقال العربي، إن الفجوة الغذائية العربية ما زالت تتسع، وبلغت وفقا للاحصائيات الأخيرة 35 مليار دولار سنويا، مؤكدا عن أهم مقومات الأمن القومي العربي هو سد الفجوة الغذائية، واعتبارها من أولويات العمل العربي المشترك خلال الفترة القادمة، لافتا إلى إن المبادرة السودانية تعد جزء من استراتيجية العمل العربي المشترك. وأكد على عدم السماح باستمرار تلك الفجوة الغذائية المتزايدة خاصة وأن العالم يشهد أزمات متلاحقة وتغيرات مناخية وانتفاع في أسعار الطاقة، مما زاد من أزمة الغذاء العربي بصورة ملحوظة في السنوات الماضية. وقال العربي، إنه تم إعداد مجموعة من أوراق العمل والأبحاث المشتركة لتفعيل المبادرة بالتنسيق بين الجامعة العربية والسودان، كما تم إدراج المبادرة ضمن أجندة عمل الجامعة العربية ولجانها المتخصصة لإثراء النقاش حولها، تمهيدا إصدار وثيقة موحدة لسد الفجوة الغذائية العربية. ودعا الأمين العام للجامعة العربية إلى ضرورة إحداث نقلة نوعية في التنمية الزراعية وتشجيع رؤوس الأموال والاستثمارات العربية بما يتناسب مع حجم الفجوة الغذائية وخطورتها، مع تهيئة المناخ المناسب لتلك الاستثمارات،بالإضافة إلى تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين الدول العربية والأفريقية لتحقيق الأمن الغذائي العربي والأفريقي، فضلا عن العمل على حماية الأراضي الزراعية وتنمية الموارد المائية والاعتماد على مصادر الطاقة المتنوعة، معربا عن أمله في ان تتوصل اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالخرطوم لحلول فعاله تسهم في سد الفجوة الغذائية العربية.