وصفت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية اقتراح الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوجود قوات لحلف شمال الأطلسي "ناتو" للتأمين في الضفة الغربية، بأنه يظهر أن الفلسطينيين يعارضون جميع أنواع الاحتلال، عدا احتلال من نوع خاص جدا. وقالت الصحيفة – في مقال للرأي أوردته على موقعها الإلكتروني مساء السبت – إن فكرة عباس، التي وصفتها بـ "القديمة – الجديدة"، الداعية إلى تمركز قوات "الناتو" في الدولة الفلسطينية المستقبلية، تثير أفكارا فلسفية..مشيرة إلى أنه "بفرض أن تلك القوات ستدافع عن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء ولن تغادر في لحظات الصراع بين الجانبين - مثلما فعلت القوات الأممية التي تركت قطاع غزة في بداية حرب "الأيام الستة" - فلا يزال هناك مسألتان لا علاقة لهما بقضية الأمن، يصعب الإجابة عنهما". وتابعت الصحيفة قائلة: أليس من الغريب جدا أنه بعد هذا المجهود الضخم الذي بذله الفلسطينيون من أجل استنكار الاحتلال الإسرائيلي، أن يعلن عباس استعداده لقبول عبء احتلال مختلف؟!. وأشارت إلى أنه "بمجرد رحيل القوات الإسرائيلية، العدو اللدود للفلسطينيين، عن دولتهم الحبيبة، سيأتي جنود آخرون غير فلسطينيين ليحلوا محل القوات الإسرائيلية.. فسيغادر جيش أجنبي ليدخل جيش أجنبي آخر". كما تعجبت "يديعوت احرونوت" مما وصفته بـ "اللامبالاة" التي اتسم بها الرد الإسرائيلي على خطة عباس المتعلقة بوجود قوات حلف شمال الأطلسي، في حين قامت الدنيا ولم تقعد حين رفض عباس الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية!!. واستغربت الصحيفة من أن أحدا لم يرد بصوت عال على خطر محدق باحتمال قدوم قوات أجنبية، ولم يأخذ العبرة بعد مرور ألفي عام على رحيل القائد الروماني تيتوس عن القدس بعد أن دمرها..لافتة بقولها "ونحن على وشك أن نرى الجنود الرومان هنا مرة أخرى".
