عاجل

  • الرئيسية
  • تقارير
  • ننشر نص كلمة " محلب" لتحديد تكليفات الحكومة وخطة العمل فى الفترة المقبلة

ننشر نص كلمة " محلب" لتحديد تكليفات الحكومة وخطة العمل فى الفترة المقبلة

المهندس إبرلهيم محلب

شعبَ مصرَ العظيم .. أتحدثُ اليكم اليومَ وانا أتولي مسئوليتي بعد أن قدر اللهُ تعالي وكلفني السيدُ المستشار الجليل رئيسُ الجمهورية بتحمل الأمانة في هذه اللحظةِ الفارقةِ من عمر الوطن .. وفى هذه المرحلة التي ينظرُ اليها البعضُ بمنظار الإحباط والياس الا أننا نراها مرحلةَ صناعة الأمل ونسعي بأن نجعلها مرحلةَ البدء في مستقبلٍ أفضلَِِ يستحقُه الشعب المصرى العظيم . أُدركُ تماما أن المسئوليةَ كبيرةٌ والتحدياتِ أكبر ولكننى معتمداً على الله ومتوكلاً عليهِ ثم على بنى وطنى الذين هزموا الهزيمةَ وانتصروا دائماً بعون الله فى جميع المعاركِ التى فُرضت عليهم ..سنقومُ معاً بتحدى الازمات واقتحامِ الصعابِ لنصلَ بسفينة الوطنِ إلى بر الأمان ، سبيلُنا فى ذلك المصارحةُ والشفافيةُ والوضوحُ والعملُ المتواصلُ ليلَ نهار بكل أمانةٍ وإخلاصٍ لتحقيق أهداف ثورتى 25 يناير و30 يونيو .. تلك الأهداف التى تتمثل فى : - التأسيس للحريةِ والعدالةِ الاجتماعيةِ والكرامةِ الإنسانيةِ، فضلاً عن التأكيد على القرارِ الوطنى المستقل والدولةِ المدنيةِ الحديثة ،والالتزامِ باستكمال استحقاقِ خارطةِ الطريق ، وإعمال نص الدستورِ الذى أقره جموع شعبنا العظيم فى يناير الماضى . إن الحكومةَ تدعو كافةَ أبناءِ الشعب إلي الاسهامِ في بناء الوطنِ من خلالِ جديةِ العملِ وجودةِ الانتاجِ والتفرغِ للبناء والتعمير ، وتمد يد العون الي كل فئات الشعب في اطار القانون وما تقتضيهُ نصوصُ الدستور. ونلتزم أمام الله وشعب مصرَ في الفترة المقبلة بالتعهدات التالية: أولاً : فرضُ الأمن ومواجهةُ الإرهاب بكل الادوات والسبل القانونية الحاسمة والسعى إلى استعادة الاستقرار وانضباط الشارع وفرض القانون حفاظا على الدم المصرى النفيس وأرواح المصريين ، مع الالتزام بالحفاظ على حقوق الانسان وترسيخ الديمقراطية . ولا يفوتنا فى هذا المقام أن نحيى أرواح شهدائنا الأبرار من رجال القوات المسلحة والشرطة ، كما نحيى أرواح شهداء الوطن ونترحم عليهم ونجدد التزامنا الواضح تجاه كل أسر الشهداء والمصابين ، وليس أمامنا سبيل لرد جميلِ الشهداءِ إلا بعبورِ بلدنا من المنعطف الضيق الذى تمر به إلي أفاق مستقبل زاهر. إن المعركة التى تتصدى لها مصر ضد قوى الشر والارهاب ليست فقط دفاعاً عن مصالح وأمن مصر وحدها ، وإنما أيضا هى معركة نخوضها بالنيابة عن المنطقة كلها .. وسوف ننتصر فى هذه المعركة بإذن الله تعالى ..والخطر الذى نواجهه الان ليس بعيدا عن غيرنا مما يقتضى وقفة جماعية اقليمية ودولية متشاركة ضد الارهاب الذى يهدد مصر والانسانية ، ونعول على الدور الوطنى للأزهر الشريف والكنيسة المصرية ودور العلماء والمفكرين والمثقفين فى مواجهة الفكر التكفيرى وكل الوان التشدد والتطرف ، ونعمل على دعم كل ما يسهم فى نشر الوسطية والتسامح الدينى ، واللحمة التاريخية بين أشقاء الوطن. ثانيا : السعى إلى ايجاد الحلول العاجلة لكافة المتطلبات الاساسية التى تحقق الحد الادنى من المعيشة الكريمة لشعب مصر فى أطار محدودية الامكانيات ملتزمين فى ذلك بتحقيق العدالة فى التوزيع . ثالثا : سنولى كل الاهتمام فى هذه المرحلة الفارقة للمشروعات القومية الكبرى لكونها الجسر الذى نعبر به لمستقبل أفضل وعلى رأسها مشروع تنمية قناة السويس ، والامتداد العمرانى شمالاً وشرقا وغربا بمشروعات تنموية فى كل المجالات حتى نصل بالمساحة المعمورة من 5.5% إلى 30% ويجب من الأن وبجدية وعمل دؤوب الاهتمام والاعداد للارتقاء بالتعليم الفنى والمهنى لأن هذه المشروعات القومية ستبنى بأيدى شبابنا .. وأن اعداد الأيدى العاملة الماهرة والفنيين المميزين سيكون عاملا حيوياً في جذب الاستثمارات وسبيلاً مضموناً لخلق فرص عمل للشباب بالداخل والخارج. رابعاً: السعى الى معالجة الاختلالات الهيكيلية فى بنية الاقتصاد المصرى واستعادة توازناته الداخلية والخارجية وتوفير المناخ الاستثمارى الملائم لجذب الاستثمارات المحلية والدولية وخلق فرص العمل اللائق التى تحتوى الجميع .... سنعمل على حسن التوظيف لطاقات الشباب سواء فى المواقع القيادية والتنفيذية .. مع الاستفادة من تجارب ذوى الخبرة ايماناً منا بتواصل الاجيال وتوافر الخبرات وتسليم الرايات. خامساً :ضمان توفير مناخ سياسى ديمقراطى بحياد ونزاهة وبإلتزام كامل بنصوص الدستور والقانون . سادساً: سنعمل على توزان علاقاتنا الخارجية ونولى بعدنا العربى والاقليمى والافريقى عناية خاصة . سابعاً: سنولى عناية خاصة للاصلاح المؤسسى والادارى والحفاظ على اصول الدولة والقطاع العام وتنميته والحفاظ على حقوق العاملين ، وسنعمل بقوة للقضاء على أى بقايا للفساد والفاسدين ، ولن نتستر على مفسد أو مرتش أو مضيع لحقوق الوطن مهما كان موقعه . أمامنا تحديات كالجبال ، ولكن لدينا أيمان راسخ بالله وبوطننا وبأبناء شعبنا العظيم وبإرادتهم الصلبة التى لا تنكسر . واخيرا أتوجه بالتحية والشكر الى زملائى الوزراء ، الذين استمروا فى اداء مهامهم الموكلة اليهم ، والى الزملاء الوزراء الجدد الذين قبلوا ان يتحملوا المسئولية فى هذه الظروف الدقيقة التى تمر بها البلاد واتمنى لهم التوفيق، كما أتوجه بكل الشكر الى زملائى الوزراء الذين أدوا بكل شرف وأمانة واجبهم الوطنى فى ظروف صعبة ووسط تحديات كبيرة. كما اتوجه بكل الشكر للاستاذ الدكتور حازم الببلاوى رئيس مجلس الوزراء السابق الذى تعلمت منه الكثير واقدره واحترمه . شعب مصر العظيم ... أوجه لكم كلمة من القلب والوجدان .. أناشد من خلالها فيكم الوطنية والضمير الحى وحب الوطن .. حان وقت العمل والإنتاج .. لا صوت يعلو الان فوق صوت البناء والتنمية .. لنوقف أى أنواع من الإعتصامات والإحتجاجات والإضرابات ودعونا نبنى وطننا ..أعى تماما ضغوط الحياة ومتطلبات المعيشة وأدرك ان هناك بعض الأمور التى تحتاج أن يُستجاب إليها برؤية جديدة .. وستُؤخذ مطالبكم بمنتهى الجدية .. ولكنى أعلم أيضاً مدى حبكم للوطن ورغبتكم فى إعلاء شأنه وبنائه .. إرفعوا مطالبكم من خلال ممثليكم حتى لا تتوقف عملية البناء .. وسنصل لحل عادل ومُرضٍ لجميع الأطراف بالإتفاق مهتدين فى ذلك بنبراس العدالة الإجتماعية التى نسعى جميعاً لتحقيقها وأسترشد بالآية الكريمة: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۖ ۖ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" (التوبة 105) حما الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء...

اقرأ أيضاً