حذرت صحيفة (الخليج) الإماراتية في افتتاحيتها اليوم الاثنين من خطر التفكك الذي يواجهه النظام العربي وذلك في أصعب وأخطر مرحلة تمر بها الأمة منذ قيام جامعة الدول العربية كمؤسسة تتولى قيادة وتنسيق العمل العربي المشترك باستثناء مرحلة قيام إسرائيل التي فشلت الجامعة في مواجهتها وأدى ذلك إلى اتساع الخطر الصهيوني وتشكيله تهديدا للأمة. وتحت عنوان (نظام عربي مهدد آخر) ، ذكرت الصحيفة أن صورة عجز النظام العربي تتكرر الآن وبشكل أكثر مأساوية ذلك أن عددا الدول العربية يوم إنشاء الجامعة كان محدودا في حين أنها تتجاوز الآن العشرين بلدا ، وقد زادت إمكاناتها وقدراتها المادية والاقتصادية والعسكرية بما لا يقاس بما كانت عليه قبل ستة عقود كما أنها تخلصت من عبء الاستعمار وأثقاله. وأشارت الصحيفة إلى أن النظام العربي الحالي ظهر ضعفه منذ سنوات في عدم قدرته على احتواء التفاعلات السياسية والأمنية الساخنة ودرء خطرها ؛ لأن الدول العربية كانت تتعامل مع هذه التطورات والتفاعلات على أساس مصالحها ، وليس من منطلق المصلحة العربية العليا أو المشتركة وأحيانا من منطلق الشخصنة أو لإرضاء أطراف إقليمية ودولية بما يتوافق مع مصالح هذه الأطراف. وأكدت أن هذا التخلي عن القيام بأدوار من المفترض أن يقوم بها النظام العربي ترك فراغا استراتيجيا كبيرا في المنطقة جعل الدول الطامعة تهب لملء هذا الفراغ بما أن الفرصة مؤاتية لذلك. ورأت (الخليج) - في ختام افتتاحيتها - أن الحراكات الشعبية العربية أو ما يسمى بـ (الربيع العربي) جاءت لتعري النظام العربي أكثر فأكثر ، وتكشف انقساما حادا في هذا النظام أفسح المجال للقوى الإقليمية والدولية كي تقتحم هذه الحراكات ، وتعبث بتوجهاتها وتقلب أولوياتها في شتى أشكال الصراع السياسي والديني والمذهبي ، وتوفر لها كل إمكانات القوة وتتحول الحراكات السلمية إلى صراعات مسلحة.