عاجل

الصحف الخليجية تلقي الضوء على التعنت الإسرائيلي بشأن الفلسطينيين

ألقت الصحف الخليجية الضوء على العقبات التي تواجه المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، وكذلك التعنت الإسرائيلي من أجل فرض واقع سياسي جديد وهو فلسطين هي ملك لليهود. وأكدت صحيفة "البيان" أن التعنت الإسرائيلي بشأن إصرارها على الاعتراف بها كدولة يهودية بصورة محددة "يهودية الدولة" هي عقبة جديدة أضيفت إلى قائمة العقبات الأخرى التي واجهت المفاوضات مع الفلسطينيين وهي "الأمن والحدود ووضع القدس ومحنة اللاجئين" التي صنعتها إسرائيل بتعجرفها وتنكرها للحقوق الفلسطينية التي أدت إلى انهيار العديد من مبادرات السلام السابقة. وأشارت إلى أن النتيجة الأساسية التي تسعى إليها إسرائيل من وراء ذلك هي الإشارة إلى تخلي الفلسطينيين عن حق عودة اللاجئين وبالتالي عدم اعتراف دولة الكيان بمسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية عن ذلك رغم أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحدث أخيراً مطمئناً الإسرائيليين أن الفلسطينيين لا ينون إغراق إسرائيل باللاجئين. وقالت البيان إن مساعي الولايات المتحدة الأميركية للتوصل إلى اتفاق يسمح باستمرار المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد الموعد النهائي المحدد في أبريل المقبل، تصادف عقبة إصرار إسرائيل على الاعتراف بها كدولة يهودية بصورة محددة ورفض الفلسطينيين لمثل هذه الفكرة. وأضافت أنه برغم أن كافة القضايا القديمة مثل الأمن والحدود ووضع القدس ومحنة اللاجئين لم تحل بعد، فقد أصبحت قضية معنوية هي العقبة الأساس، وهي قضية مغرقة في الاستناد إلى التاريخ ومحط اتهامات متبادلة. وأوضحت أنه بالنسبة للإسرائيليين فإن تحقيق السلام يتطلب من الفلسطينيين تقديم الاعتراف بيهودية الدولة وإن هذه القضية تقع في محور الصراع باعتبار ذلك سيعني استعداد الفلسطينيين الحقيقي لإنهاء الصراع. وقالت " موقف إسرائيلي أيدته أمريكا لكن الفلسطينيين يشددون على أن التسليم بهذه المسألة يهدد حقوق الأقلية العربية في إسرائيل ويؤكد أن الفلسطينيين لم يكونوا موجودين لمئات وآلاف السنين وأن هذه كانت تاريخياً أرضاً يهودية". وأشارت إلى أن الفلسطينيين قدموا أكبر تنازل عام 1993 حين اعترفوا بحق إسرائيل في الوجود ووافقوا على أن تقام الدولة الفلسطينية في الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وهي أراض تمثل 22 بالمائة من فلسطين في عهد الانتداب البريطاني إلا أن الحكومة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتانياهو تتعمد وضع عقبة في طريقهم حتى لا تلقى عليها المسؤولية إذا انهارت المحادثات. من جانبها، أشارت صحيفة "الخليج" إلى خطاب رئيس وزراء الكيان الصهيوني في اجتماع اللوبي اليهودي في واشنطن الثلاثاء الماضي، حيث أكد ضرورة قبول مطلبين، الأول أن يعترف الفلسطينيون بيهودية الكيان، والثاني أن يتخلى الفلسطينيون عن أحلام اليقظة بتصورهم أن يعود اللاجئون إلى بيوتهم وهذه الرؤية ليست جديدة فقد عهدها الفلسطينيون في كل أدبيات الحركة الصهيونية وسياساتها على امتداد أكثر من قرن . وأوضحت أن الجمع بين المطلبين هو باختصار أن فلسطين هي ملك لليهود، فيهودية الدولة تعني شرعياً أن المواطن هو اليهودي وغيره ليس إلا مسألة طارئة تمنع من رميه خارج الكيان ضرورات السياسة والدعاية، ولكن في النهاية يمكن رميه كلما توفرت الإمكانية وإلا فوضعه في ظروف الاضطرار للمغادرة. ولفتت إلى أن معنى مغادرة الفلسطيني لـ "حلم اليقظة" هو أن يعترف شرعياً بأن لا حقوق له غير قابلة للتغيير أو الإنكار، فكلا المطلبين يقول إن فلسطين ليست للفلسطينيين ويزيد على ذلك بالتأكيد أنها لليهود. ورأت أن المطلبين أحدهما يؤكد أن الفلسطيني يوجد في أرض لا تعود له أما الثاني فيصر على التأكيد أن لا حق له في العودة إلى مكان لا يعود له . وأكدت أنه بهذا المعيار يصبح التاريخ لا وجود له، فالفلسطيني الموجود في فلسطين هو غير موجود بحكم الاعتراف باليهودية للكيان، والذي يريد أن يعود لا وجود له إلا في أحلام اليقظة، فالتاريخ لا قيمة له هنا ليس بمعنى الماضي وإنما أيضاً الحاضر، فلا الراغب في العودة له تاريخ حتى لو ولد في فلسطين ولا الموجود له تاريخ لأنه طارئ. وخلصت "الخليج" إلى أن نتنياهو أقفل التاريخ للفلسطيني من حيث ارتباطه بفلسطين لكنه لم يقفل له التاريخ من حيث يريد أن يكون إلا في فلسطين، وأن نتنياهو يريد أن يظل مرتبطاً ببعض الليبرالية الغربية الزائفة التي تعطي للأدنى مرتبة في الإنسانية خيار الموت أو العبودية ..لكن التاريخ يظل مفتوحاً لليهودي، فاليهودي الذي يعيش في أية بقعة في العالم له تاريخ طويل في فلسطين وحتى لم يكلف نفسه عناء الرحيل إليها، فهو مواطن بمجرد أن يلمس أرضها، وبهذه الطريقة يصبح التاريخ عنصرياً لأن صفته تعطى حسب المزاج. بدورها، قالت صحيفة "الوطن" العمانية إن التجاوزات والتعديات الإسرائيلية على القضية الفلسطينية بلغت حدًّا بالغ الخطورة مما يولد الحاجة إلى تكثيف الجهود من جانب أصحاب هذه القضية ـ ونعني بهم العرب قبل الفلسطينيين ـ إلى تسليط الضوء عليها أكثر مما هو عليه الآن . وأوضحت الصحيفة أن هذا التكالب الإسرائيلي غير مسبوق، سواء كان على المستوى السياسي أو على مستوى استمرار الاحتلال ونهب الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، يهدد بإنهاء القضية. ورأت "الوطن" أن حدة التكالب والتنمر تزداد من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي حين تتدخل الولايات المتحدة الحليف الاستراتيجي بحجة استئناف المفاوضات لإنجاز حلول السلام المعلقة، حيث تبدأ الآلة الإسرائيلية السياسية بما تتمتع به من حلفاء وعملاء وما يسندها من آلة إعلامية جبارة في تلوين التدخل الأميركي وفق المزاج الإسرائيلي المواكب لسير عملية الاستحواذ عبر ماكينة الاستيطان.