لايزال الغموض يكتنف تفاصيل قصة الطائرة التي أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إسقاطها يوم الخميس 25 أبريل الماضي خلال تحليقها قبالة سواحل حيفا. جاء إسقاط هذه الطائرة تزامناً مع توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من القدس نحو شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة على متن طائرة مروحية ما اضطره إلى الهبوط حتى تم إسقاط الطائرة وهي بدون طيار قبل إكمال رحلته. ونقلت صحيفة "اللواء" اللبنانية اليوم، عن مصادر أمنية، أن "حزب الله" تمكن من التحكم بسير الطائرة الإسرائيلية وهي دون طيار وبالتالي فقد سلاح الجو الإسرائيلي قدرته على التحكم بها تزامناً مع تحليق نتنياهو على متن الطائرة المروحية مما دفع بقائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى إصدار أمر بإسقاطها فوراً حيث اعترضت مقاتلات إسرائيلية من طراز "اف 16" "الطائرة المشبوهة" واسقطتها في البحر بعد أن باتت من المنظور العسكري والأمني بحكم المختطفة وطائرة غير صديقة وتشكل خطراً كبيراً. وذكرت المصادر الأمنية أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية فتحت تحقيقات موسعة لمعرفة ما إذا كانت أجهزة "حزب الله" اللبناني قد تمكنت من رصد تحركات نتنياهو وما إذا كانت على معرفة بتحليقه عبر مروحية عسكرية. وكان الجيش الإسرائيلي قد اتهم منظمة "حزب الله" بالوقوف وراءها وأنها انطلقت من الأراضي اللبنانية. وقالت الصحيفة اللبنانية إن خطورة الطائرة فى أنها تشكل أهمية لجهة المجال الجوي في "حزب الله" الذي استطاع السيطرة على الطائرة الإسرائيلية والتحكم بها وقد أكدت ذلك تقارير أمنية تابعت الموضوع بدقة. وكان الحزب قد أعلن فى وقت سابق عن تمكنه من اختراق أجهزة بث إرسال من طائرة اسرائيلية دون طيار من نوع "أم ك" إلى القيادة الإسرائيلية ومنها في عملية "أنصارية" التي جرت في سبتمبر 1997 فضلاً عن العديد من عمليات التصوير التي كانت تقوم بها طائرة "أم ك" الإسرائيلية دون طيار. وأشارت اللواء الى أن الجيش الإسرائيلي لم يعلن العثور حتى عن أي قطعة من هذه الطائرة مما يفتح المجال كبيراً أمام التساؤلات عن أسباب إخفاء الطائرة. يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يصر على أن "حزب الله" أطلق الطائرة من الأراضي اللبنانية رغم أن أجهزة رصد الجيش اللبناني وقوات "اليونيفل" الدولية المنتشرة في المياه الإقليمية اللبنانية وعلى الحدود أكدتا أنهما لم تسجلا تحليقاً لمثل هكذا طائرة.