عاجل

الجارديان : غلظة الشرطة سببا أكثر واقعية من أسباب "أردوغان" وراء اضطرابات تركيا

رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الغلظة التي تتسم بها تكتيكات الشرطة التركية في ظل الأجواء السياسية المتقلبة تعتبر سببا أكثر واقعية من الأسباب "الخيالية" التي رآها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وراء الاضطرابات الأخيرة. وقالت - في تعليق عبر موقعها الإلكتروني الثلاثاء- إن أحدا لم يعر اهتماما لما تبديه قوات الشرطة التركية من غلظة في تأمين مباريات كرة القدم وغيرها من الأحداث والاحتفاليات العامة، وما تسببت فيه هذه الغلظة الشرطية من وضع بذور المقاومة المنظمة التي شهدناها. وأشارت الصحيفة إلى إقبال مشجعي الكرة الأتراك، والمشهورين بعدوانيتهم، على العديد من أوجه الحياة الاجتماعية؛ بدعم المؤسسات الخيرية وتنسيق البيانات السياسية وأخيرا بالمشاركة في التظاهرات التي تجوب الشوارع. ورصدت تضامن مشجعي الكرة خلال التظاهرات الأخيرة ونبذهم العداوات التقليدية جانبا والتوحد في مجابهة العدو المشترك المتمثل في الشرطة . ولفتت الصحيفة إلى أن كثيرا من العراك بين الشرطة والمتظاهرين، بعيدا عن ميدان "تقسيم" ، حدث في منطقة "بشكتاش" التي تتحصن بها مجموعة من مشجعي نادي "بشكتاش" لكرة القدم، مشيرة إلى تصادم هذه المجموعة التي تطلق على نفسها اسم "كارسي" مع الشرطة في المنطقة نفسها قبل أقل من شهر، وهو ما شهد أعمال عنف واسعة النطاق. ونوهت "الجارديان" عن عدم اقتصار غلظة الشرطة التركية على مشجعي كرة القدم فقط، مشيرة إلى أن التظاهرات المناهضة للحكومة داخل الحرم الجامعي يتم فضها بالعنف. وقالت إن تواتر أحداث التصادم بين الشرطة العنيفة ومتظاهرين سلميين يزيد من أعداد الأشخاص الغاضبين والمتمرسين في مجابهة تكتيكات الشرطة، وهو ما يفسر بروز كثيرين بين متظاهري ليلة الأحد الماضي يرتدون قمصان أندية كروية. ورأت الصحيفة البريطانية أن تفاجؤ القادة في تركيا بالتظاهرات التي اندلعت في شوارع المدن التركية الأسبوع الماضي لم يكن في محله، قائلة إن ثمة أسبابا واقعية سبقت هذه التظاهرات منها تعمد الصحف مؤخرا فرض القيم الثقافية المحافظة دونما طرح ما استجد من قوانين للنقاش، وتعظيم الساسة الذين في الحكم على حساب المعارضة الذين يتم الحط من شأنهم. واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول إن من في السلطة التركية يجب أن يتحملوا بعضا من اللوم على ما تشهده البلاد من اضطرابات، وإذا ما كان هؤلاء يتطلعون إلى حل للأزمة فعليهم أن يبدأو بتعديل التكتيكات التي تتبعها الشرطة في تأمين مباريات كرة القدم.