ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نقلا عن مسئولين أمريكيين أن القوات الروسية المتجمعة بالقرب من أوكرانيا تخفي على نحو نشط مواقعها وتقيم خطوط إمداد يمكن أن تستخدم في نشر قولت رسية يدوم فترة طويلة ، مما يزيد المخاوف لدى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" من تجهيز موسكو لغزو كبير آخر وليس إجراء تدريبات كما تدعي. وقالت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم الجمعة على موقعها الإلكتروني – إنه بحسب مسئولين مطلعين على أحدث المعلومات الاستخباراتية لدى الولايات المتحدة فإن مثل هذا الغزو يمكن أن يحدث دون تحذير لأن روسيا نشرت بالفعل مجموعة من القوات المتطلبة لمثل هذه العملية. وأضافت الصحيفة أن النشر السريع للقوات الروسية وجهود التمويه بالنسبة للقوات والمعدات أثار المخاوف الأمريكية ، في جزء منه بسبب الصعوبة التي تجدها وكالات الاستخبارات الأمريكية في تقييم النوايا المحددة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأشارت الصحيفة إلى أن تحركات القوات والاختباء – بما في ذلك إخفاء المعدات على طول الحدود – يشير إلى أن بوتين يضع قوات لتكون جاهزة في حالة قرر توسيع السيطرة سريعا على شبه جزيرة القرم عن طريق الاستيلاء على مزيد من الأراضي الأوكرانية على الرغم من التهديدات الغربية بعقوبات أشد ، ولفتت إلى أن الكريملين دافع عن نشر القوات كتدريب عسكري شرعي على الأرض الروسية. ونقلت الصحيفة عن مسئول كبير بإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قوله " إنه حقا أمر يتعلق بنوايا القيادة. فمن الذي يخبره بوتين ، إن وجد ، بما يخطط له؟"، مضيفا أن الرئيس الروسي يرتب الأمور كما هو من الواضح إذا أراد أن يقوم بغزو ، وأن السؤال هو ما إذا كان اتخذ قرارا سياسيا للقيام بذلك أم لا . وأوضحت الصحيفة أنه وفقا لشون ترنر المتحدث باسم مكتب مدير الاستخبارات الوطنية فإن الولايات المتحدة تعمل على فهم تحركات القوات الروسية. وأضاف ترنر "نراقب بنشاط الموقف في شرق أوكرانيا بما في ذلك حشد القوات الروسية والعتاد العسكري عند الحدود. وينصب تركيزنا المباشر على تزويد صناع السياسة بأحدث المعلومات الاستخباراتية وتحليل متطور بشكل منتظم للوضع من أجل المساعدة في اتخاذ قرارات على أسس". ونسبت الصحيفة إلى المسئولين قولهم إن الولايات المتحدة تعتقد بأن روسيا لديها ما يقرب من 50 ألف جندي متمركز من أجل عمليات محتملة من بينهم من يشاركون في التدريبات المعلنة على طول الحدود الأوكرانية ومن يتواجدون بالفعل داخل منطقة القرم الخاضعة لسيطرة الروس. ونوهت الصحيفة إلى أنه وفقا لمسئولين عسكريين فإن عمليات التمويه أضافت مزيدا من التعقيد للجهود الأمريكية من أجل تقييم حجم ونطاق القوات التي يتم نشرها ورما تستهدف جعل صور أقمار التجسس الصناعية الأمريكية غير واضحة وغامضة.