عاجل

واشنطن بوست: ادارة أوباما تستخف بطموحات بوتين

صورة أرشيفية

كتب مولي ماكيو وجريجوري مانياتيس، وهما مستشاران مستقلان كانا يعملان لدى الحكومة الجورجية إبان الحرب مع روسيا عام 2008، مقالا نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم الثلاثاء، اوضحا فيه أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يستخف في حقيقة الأمر بطموحات نظيره الروسي فلاديمير بوتين. واشار الكاتبان (حسبما ذكر الموقع الألكتروني للواشنطن بوست) الى تصريحات أوباما بأن روسيا لا تعد قوة إقليمية وأنها لا تقود أي إئتلاف دولي أو مجموعة معينة من الدول أو حتى ايديولوجية معينة. وفي هذا السياق، أعرب الكاتبان عن اعتقادهما بأن أوباما يستخف دوما ببوتين وهو ما تجلى في تصريحه بأن روسيا اصبحت منعزلة عن العالم، في حين سعى بوتين جاهدا لتشكيل بديل قويا عن التحالف عبر الأطلسي. وأوضحا أن روسيا تحتل مكانة مركزية وسط عشرات الدول التي لا تشعر بالارتياح أو تتلاءم مع المبادئ الغربية التي وصفها أوباما بأنها "بديهية"، وتشعر تلك الدول بالاستياء من السيطرة الغربية على المؤسسات والمعايير العالمية، وأضافا:" أن بوتين يهدف حاليا لتوفير البديل القوى لهذه الدول، وذلك من خلال تعزيز العلاقات والتعاون الذي يتيح له تحقيق هدفه بسهولة، خاصة مع دول غاضبة مثل الهند". وأردف السياسيان يقولان:" إنه من الخطأ الاعتقاد بأن ضم القرم إلى روسيا يمثل الهدف الاستراتيجي الأوحد لموسكو، فبفضل الارتفاع الذي شهدته البورصة الروسية، يعتقد أن يشكل بوتين تحديا منهجيا للاتحاد الأوروبي، لا سيما حلف شمال الأطلسي (الناتو)"، معتبران أن رغبة روسيا في استخدام القوة المفرطة وعدم قدرة الغرب على الرد بشكل فعال منحا بوتين اثنين من المزايا الرئيسية. وقال ماكيو ومانياتيس:" إنه مع وجود امكانية حقيقية لاستخدام القوة تلوح في افق دول الجوار الروسي، سيركز بوتين موارده على إطلاق الاتحاد الأوراسي العام المقبل". وأشارا إلى أن هذا الاتحاد لا يشبه الاتحاد السوفيتي السابق بل يفوقه في الطموحات الجغرافية، حيث أن صادرات روسيا من المعدات العسكرية والنفط سوف تساعد الاتحاد الأوراسي على تجميع رأس المال جغرافي سياسي يتجاوز حدود أوروبا. وأفادا بأن هناك القليل من الدول بإمكانها تصنيع سلاحها وانتاج الطاقة التي تحتاجها، وهنا تظهر روسيا، فالهند والصين، على سبيل المثال، يتمتعان بجيوش قوية تعتمد على التكنولوجيا الروسية، كما ابرمت شركة النفط الروسية "جازبروم" اتفاقا شاملا لتوريد الغاز إلى الصين. ولفت الكاتبان أيضا إلى أن كلا الدولتين /الهند والصين/ ليس لديهما اي تاريخ خلافي مع روسيا على المتسوى الدولى، بل كانتا ضمن الـ69 دولة التي لم تصوت لإدانة استفتاء القرم بالأمم المتحدة. إلى جانب ذلك، ذكر السياسيان أن هناك شيئا أخر تصدره روسيا، وهو ايديولوجيتها، التي تسعى من خلالها إلى محو ايديولوجية الاتحاد الأوروبي، فالأخلاق الروسية الأرثوذكسية، التي تغلف اتحاد بوتن، تم نشرها بشكل تكتيكي لبناء علاقات سياسية في أوروبا، لا سيما مع أحزاب اليمين المتطرف هناك.