رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه في ظل تعثر محادثات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية ، يتعين على وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن يقرر كيفية المضي قدما فيما يخص ملف عملية السلام. وأضافت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة - أنه في ظل الانتكاسة التي تعرضت لها محاولاته الدؤوبة لدفع المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية ، عقب رفض إسرائيل الخميس الإفراج عن الدفعة الأخيرة من قدامى الاسرى الفلسطينيين - التي كانت تعد أمرا حاسما لضمان استمرار محادثات السلام - فهناك اعتقاد لدى بعض كبار المسئولين الأمريكيين داخل البيت الأبيض، بأن الوقت قد حان للقول "كفى". ونقلت عن مسئولين كبار في الإدارة الأمريكية - تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم - القول إن كيري يخاطر بالخوض في محاولة يرى أنها صعبة للغاية ، على حساب مجموعة أخرى من القضايا الدولية الملحة ، وربما حتى على حساب سمعته. ولفتت الصحيفة إلى أن كيري ، الذي قام بـ 11 رحلة إلى إسرائيل العام الماضي ، متنقلا بين جلسات المفاوضات التي تبدو أن لا نهاية لها ، تارة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، وأخرى مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، اعترف أمس الخميس بأن العملية تمر "بلحظة حاسمة" وقد تنتهي. ورصدت "واشنطن بوست" آراء لبعض المسئولين الأمريكيين حول جهود كيري إزاء عملية السلام الإسرائيلية - الفلسطينية ، حيث قال دنيس روس ، الذي كان يشغل منصب خبير شئون الشرق الأوسط في ثلاث إدارات أمريكية سابقة ، "أولا وقبل كل شيء ، لا يزال لديك وقت حتى نهاية الشهر" ، وهو الموعد الأصلي الذي وضعه كيري لنهاية المفاوضات ، مضيفا أنه لم يكن واحدا من الذين لديهم شكوكا متزايدة حول الجدوى من الجهود التي يقوم بها كيري ، بالرغم من أن المفاوضات التي شهدتها المنطقة في ظل الإدارات الأمريكية السابقة نادرا ما اقتربت من الخلافات الأساسية التي تفصل بين إسرائيل وفلسطين ، مؤكدا أن المحادثات التي قام بها كيري تناولت القضايا الحقيقية بين الجانبين ، بما في ذلك أمن إسرائيل والقدس والحدود النهائية بين الدولتين. وقال مسئول مقرب من كيري إن المكاسب المحتملة تستحق أي مخاطرة بالفشل ، وتستحق البحث بحماس شديد.. وحينما سئل عما إذا كان زعماء البيت الأبيض يعتقدون أن كيري يكرس جهوده لقضية خاسرة أو لا ، أجاب المسئول بسرعة "هذا ليس ما يراه الرئيس أوباما ، وأنه هو الذي يقرر هذه الأمور". وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي اتهم فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، خلال حملته الانتخابية عام 2008 ، سلفه الرئيس جورج دبليو بوش بأنه لم يكرس ما يكفي من وقت الرئاسة لقضية السلام في الشرق الأوسط ، شهدت قضية السلام في الشرق الأوسط تدهورا خلال ولاية أوباما الأولى ، ولم تستخدم وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون ، أيا من سلطاتها لتعزيز مفاوضات السلام هناك.