عاجل

"البيتكوين" عملة افتراضية تثير مخاوف عديدة

البيتكوين-Bitcoin-

هل يمكن أن تختفي الأوراق النقدية والقطع النقدية المعدنية في يوم من الأيام؟ الأزمة الاقتصادية والمالية أدت على كل حال إلى التفكير في طريقة جديدة للدفع تسمي البيتكوين-Bitcoin- البيتكوين هي عملة الكترونية افتراضية ابتكرها مبرمج حاسوب في 2009، نعرف فقط اسمه المستعار وهو ساتوشي ناكاموتو، و يبدو أن مجموعة من الطلبة الإيرلنديين يتخفون وراء هذا الإسم. نظام البيتكوين هو نظام معقد نوعا ما، فهو عملة افتراضية وبروتوكول تجارة حرة في الوقت ذاته. المهندسان سيفان وزيوس هما رائدا البيتكوين، تمكنا من كسب الأموال بفضل مساهمتهما في تطوير نظام هذه العملة الافتراضية على الحاسوب. وهما متفائلان بمستقبلها الزاهر. يقول سيفان:“في نظام البيتكوين، نحن لا تثق في شخص ما، بل نثق في الرمز بحد ذاته، ويمكن تجريبه للتحقق من مصداقيته. المئات من مطوري البرنامج المدير للعملة فعلوا ذلك ورأو النتيجة بأنفسهم. شخصيا أعتقد أن هذا النظام يعطيك المزيد من الثقة. ومثلما نقول الثقة أمر جيد لكن المراقبة افضل.” ويضيف زيوس:“الفكرة التي أعجبتني هي أن تحويل المدفوعات تكون حرة وأشبه ذلك بحرية التعبير وهي شيء أساسي. بذلك يمكن الحفاظ على ثروتنا والتصرف فيها بحرية دون أي تدخل من الدولة.” لتجنب مخاطر التضخم، قرر مخترعو هذا النظام الإقتصار على إنتاج 21 مليون عملة بيتكوين حول العالم حتى عام 2025 هذه العملة الإفتراضية تحكمها سلسلة من العمليات والقواعد الرياضية المعقدة المبنية في برمجية الحاسوب. المعاملات تكون آمنة وبعيدة عن سيطرة البنوك. واليوم يمكن للمتعاملين بالبيتكوين شراء حواسيب أو سيارة أو كتاب أو أن يطلبوا بيتزا مثلا. الهواتف الذكية تحتوي بطبعة الحال على تطبيقة خاصة بالبيتكوين، تسمح لمالكيها بدفع ثمن مشروب في هذه الحانة العصرية في نيويورك. اليوم، بلغت قيمة عملة البيتكوين المتداولة على شبكة الأنترنيت حوالي مليار يورو. قبل بضعة اسابيع فقدت في يوم واحد ثمانين بالمائة من قيمتها بعد عملية صعود كبيرة نتيجة لنجاحها المتنامي. البعض، وخاصة أولئك الذين يخشون على مدخراتهم، يجدون في البيتكوين ملاذا آمنا جديدا تماما كالذهب. لكن بعض الخبراء يتخوفون من عملية التعتيم المحيطة بنظام هذه العملة. يقول هذا الخبير:“نحن لا نعرف مصدر القدرة الشرائية لهذه العملة ومن يختفي وراءها فلا توجد بنوك ولا توجد بالتالي سلطة نقدية وهذا ما يطرح مشكلة حقيقية، لأن هذه العملة قد تقوض استقرار النظام الإقتصادي بأكمله” عملة البيتكوين لا تترك أي أثر لذلك يمكن استخدامها في غسل الأموال وبيع المخدرات والمنتجات المحظورة والأسلحة النارية وهو ما يثير المزيد من المخاوف.