أكدت صحيفة"واشنطن بوست"الامريكية ان فرض عقوبات اقتصادية قوية على روسيا في الوقت الحالي هو السبيل الوحيد لدفعها الى عدم تصعيد الازمة الاوكرانية اكثر من ذلك. وقالت الصحيفة، في مقال افتتاحي اوردته على موقعها الالكتروني اليوم الاربعاء، انه بعد مرور ما يقرب من ثلاثة اسابيع على ضم شبه جزيرة القرم، أجل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اي تفكيك اضافي لأوكرانيا، موضحة انه عمد بذلك دون شك الى قياس رد فعل الغرب حيال اول تغيير قسري للحدود في اوروبا منذ عام 1945، وانه لم يتأثر فيما يبدو بأي رد فعل بسبب التقاعس الذي ظهر من جانب امريكا واوروبا بهذا الشأن. واشارت الصحيفة الى ان التحذيرات غير الواضحة التي اطلقها الرئيس الامريكي باراك اوباما والعقوبات المحدودة التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي نهاية شهرمارس الماضي تبعها اكثر من اسبوعين من عدم النشاط –بعيدا عن النقاشات الامريكية الروسية التي استبعد الاوكرانيون منها- وبالتالي بدأت عملية اخرى بدعم روسي في ثلاث مدن بشرق اوكرانيا تشبه الى حد كبير بداية غزو القرم. .على حد قول الصحيفة. واضافت الصحيفة ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري اتهم روسيا خلال جلسة استماع في الكونجرس بالقيام بجهد غير قانوني لزعزعة استقرار دولة ذات سيادة واثارة ازمة مفتعلة باستخدام عناصر مأجورة، مهددا بفرض المزيد من العقوبات، قال مسؤولون بالادارة الامريكية انه قد يتم الاعلان عنها خلال الايام القادمة. ورأت الواشنطن بوست في افتتاحيتها انه اذا اعلن فعليا عن عقوبات اضافية فستكون موضع ترحيب لكنها ستأتي متأخرة، موضحة ان سؤالا يستحق ان يطرح في هذا الصدد وهو ما اذا كان بوتين سيقدم على تنفيذ عمليته الاستفزازية الاخيرة اذا كانت الولايات المتحدة قد واصلت تصعيد الضغط على الاقتصاد الروسي خلال الاسابيع التي اعقبت الكشف عن الاجراءات الاخيرة في 20 مارس الماضي. وأكدت الصحيفة ان الاوان لم يفت بعد لمنع روسيا من تدمير اوكرانيا، غير ان الغرب يجب ان يتصرف هذه المرة بسرعة. واشارت الى ان الانتخابات الرئاسية الاوكرانية المقرر اجراؤها في 25 من الشهر المقبل ضرورية لارساء الاستقرار في الدولة عبر تشكيل حكومة جديدة بتفويض واضح ..وان روسيا تطالب كما هو متوقع بالغاء هذه الانتخابات. ومضت الصحيفة تقول ان الاعمال الاستفزازية في شرق اوكرانيا، ان لم تكن تنذر بغزو من جانب القوات الروسية التي لا تزال محتشدة على الحدود، ستكون على الارجح بداية لجهد يستهدف تخريب عملية التصويت وترك اوكرانيا دولة غير قابلة للحكم. ووفقا للصحيفة، يمكن للولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي مواجهة الاستراتيجية الروسية على المدى القصير من خلال تقديم الدعم الكامل للحكومة الاوكرانية لتتخذ الاجراءات الضرورية لاعادة النظام، اما الخطوة التالية فتتمثل في تطبيق عقوبات جديدة جادة، ليس ضد الروس كأفراد ولكن ضد قطاعات الاقتصاد الروسي. واضافت ان كيري تحدث بشكل متفائل عن اجتماع "رباعي" وافقت روسيا على المشاركة فيه الاسبوع المقبل مع الولايات المتحدة واوكرانيا والاتحاد الاوروبي، مؤكدة انه لا ضرر من اجراء مزيد من المحادثات، لاسيما اذا شارك الاوكرانيون بها، غير ان فرص انهاء الازمة الاوكرانية بشكل فعال ستكون اكبر اذا تم اخضاع روسيا في هذا التوقيت لعقوبات اقتصادية واسعة النطاق.