أهاب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بجميع اللبنانيين المحافظة على الحياة السياسية الحرة والشريفة وعدم السماح بدخول أحد بعد اليوم إلى السجن على خلفية أرائه السياسية. وأكد جعجع - خلال لقاء صحفي اليوم الاثنين بمناسبة مرور 20 عاما، على اعتقاله في سجن وزارة الدفاع - أنه ليس خجولا من ماضيه، مشيرا إلى أنه اعترف باخطائه وسبق أن اعتذر علنا وأمام الجميع، داعيا إلى اتخاذ العبر من الماضي وعدم رشق الناس بالحجارة. واعترف جعجع بأن اخطائه ارتكبها في زمن الحرب الأهلية، معتبرا أن المخطئ هو من يستمر في ارتكاب الأخطاء بعد زمن الحرب وبعد قيام الدولة. وعن اعتقاله والتحقيق معه، شدد على ضرورة نسيان الماضي واتخاذ العبر منه للإنطلاق بمرحلة جديدة خالية من الحقد والكراهية، داعيا إلى وجوب التطلع إلى الأمام بنظرة إيجابية تفاؤلية لبناء لبنان الجديد. وافتتح جعجع - وهو المرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية في لبنان حتى الآن - زنزانة في بلدة معراب تشبه تلك التي عاش فيها 11 عاما بمناسبة الذكرى العشرين لاعتقاله، والتي عاش فيها 11 عاما وأربعة أشهر وهي مدة سجنه قبل خروجه بعفو خاص، وتضمنت الزنزانة معظم المحتويات التي كانت في زنزانة وزارة الدفاع . ولفت إلى أن غرفة سجنه كانت تحت الأرض لكنه انتقل إلى زنزانه أخرى فوق الأرض في الأشهر الأخيرة لسجنه، مشيرا إلى أنه من وراء الأبواب الحديدية كان يسمع أصوات أعضاء القوات اللبنانية وهم يتعذبون. وعما إذا كان فكر يوما في السجن أنه سيترشح لرئاسة الجمهورية، روى جعجع أنه في يوم نظر إليه أحد العناصر بإزدراء، فقال له "لا تنظر إلي هكذا، ستراني يوما جالسا وراء مكتب وزارة الدفاع".