اتسم لقاء إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة غزة بوفد الدعوة السلفية برئاسة الدكتور ياسر برهامي أمس ـ والذي استمر قرابة الساعة بمنزل هنية بحي الشاطئ بغزةـ بحفاوة بالغة وساده جو من الحب والمودة. وتم خلال اللقاء مناقشة القضية الفلسطينية، والمصالحة بين الفصائل الفلسطينية وأمن سيناء. وأكد إسماعيل هنية أنه عندما تكون مصر حرة وقوية, فإن ذلك ينعكس علي فلسطين وعلي الأمة العربية بأثرها, مشيرا إلي أنهم لن يسمحوا لأحد بالعبث بأمن مصر وسيناء. وأوضح أنهم متمسكون بالمصالحة الوطنية وتحقيق الوحدة الوطنية مشيرا إلي أنهم تجاوبوا مع كل نداءات المصالحة الوطنية معتبر أن هذا الانقسام استثناء في تاريخ الشعب الفلسطيني. ومن جانبه قدر الدكتور ياسر برهامي دور المصالحة الوطنية الفلسطينية, وأكد خطورة الدخول في مواجهات غير محسوبة العاقبة, فالشرع أمرنا أن نحسن تقدير قوتنا وقوة عدونا. وأشار إلي أن مواجهة الأفكار غير الواقعية لدي البعض في هذا المجال يكون بالفكر والحوار قبل المواجهة الأمنية التي تزيد الأمور تعقيدا. وأوضح برهامي أن من أهم الأسباب التي ساهمت في احتلال القدس ضياع الشخصية المسلمة المتكاملة في العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملة، وضياع الشريعة، وظهور البدع والنفاق، وتفرق الأمة الإسلامية وتحولها إلي دويلات صغير. وفي ختام اللقاء حرص إسماعيل هنية علي توديع وفد الدعوة السلفية وإيصالهم إلي السيارة، موجه الشكر لهم علي الزيارة التي تؤكد أن الأقصي سيظل في قلوب كل المسلمين، معتبرا أن وحدة الشعوب هي طريق الخلاص وطريقة تحرير بيت المقدس من يد الاحتلال. وطالب هنية الدعوة السلفية بإيصال رسالة للشعب المصري يطالبهم فيه للشعب الفلسطيني الذي يعاني من كرب شديد بكل سبل الدعم خاصة أن هناك من يريد أن تباع قضية فلسطين، مشيرا إلي أن قضية القدس تمر بأصعب المراحل حيث تكاد الخطة الصهيونية تكتمل بتهويد القدس وطرد الفلسطينيين مطالب بأن يكون هناك استنفار سياسي وفكري وإعلامي تجاه ما يحدث بالقدس. ومن جانبه أكد برهامي أن قضية المسجد الاٌقصى ليس قضية المقدسيين وحدهم ولا الفلسطينيين فحسب ولكنها قضية أمة واحدة. وفي النهاية قال برهامي نحمد الله أن جاء اليوم الذي نتمكن فيه دخول غزة وسيأتي اليوم الذي تعود فيه القدس مشيرا إلي أن ذلك لن يكون برفع الشعارات وإنما يكون بعودة الشخصية المسلمة المتكاملة إيمانيا وعقديا، والعودة إلي شريعة الله ومحاربة البدع والنفاق. وحضر اللقاء الشيخ عمر الهمص رئيس جمعية ابن باز الخيرية (السلفية)، والشيخ حسام الجزار نائب رئيس جمعية بن باز. يذكر أن وفد الدعوة السلفية شارك في مؤتمر "نصرة المسجد الأقصي" الذي نظمته جمعية بن باز الخيرية تحت عنوان "تهويد الأقصي بين الانقسام والربيع العربي".
