عاجل

صحف خليجية تبرز تحديات المصالحة الفلسطينية

دعت الصحف الخليجية الصادرة صباح اليوم الأحد القادة الفلسطينيين إلى تسريع تشكيل حكومة التوافق الوطني والاتفاق على برنامجها وخطط عملها وعدم الرضوخ للضغوط الإسرائيلية باعتبار أن نواياها أصبحت مكشوفة، وهى ليست حريصة على السلام، ولا على الشعب الفلسطيني، وإنما حريصة على أن يبقى هذا الشعب في حالة انقسام لأن في ذلك مصلحة لها. وقالت صحيفة "الشرق" القطرية "إنه رغم تعثر عملية السلام بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي وتبخر الآمال في الوصول لاتفاق سلام إلا أن هذا التعثر كان عاملا رئيسيا في دفع الأطراف الفلسطينية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية". واعتبرت الصحيفة أن أبرز التحديات التي تواجه المصالحة هو مدى صمودها في وجه الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، مشيرة إلى خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي أكد فيه أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير أمس السبت ضرورة إنجاز المصالحة وعدم الاعتراف بيهودية الدولة والتمسك بخيار عودة اللاجئين من جانب، وكذلك إعلان التزامه بمحادثات السلام حال وافقت إسرائيل على الشروط الفلسطينية بالإفراج عن الأسرى ووقف الاستيطان من الجانب الآخر. وخلصت "الشرق" إلى التأكيد على أن قوة الشعب الفلسطيني تكمن في وحدته وتمسكه بمطالبه وحقوقه المشروعة، ولن يتأتى هذا إلا بالاستمرار في إنجاز عملية الوحدة الوطنية وتنفيذ بنود اتفاق المصالحة، وهو تحد كبير خاصة في ظل العراقيل الإسرائيلية والتهديدات الأمريكية بوقف مساعداتها للسلطة، ما يعني ضرورة أن يكون الإسناد العربي بقدر التحديات الماثلة وذلك بالالتزام بتوفير شبكة الآمان المالي المطلوبة تعزيزا لصمود الشعب الفلسطيني. ومن جانبها، أكدت صحيفة "الراية" أن الأولوية لدى القادة الفلسطينيين هى التركيز على جمع الصف الفلسطيني الداخلي وليس على عملية السلام التي فشلت وباعتراف المجتمع الدولي، وذلك مرهون بتسريع تشكيل حكومة التوافق الوطني والاتفاق على برنامجها وخطط عملها وعدم الرضوخ للضغوط الإسرائيلية. وطالبت الصحيفة رئيس السلطة الفلسطينية بعدم إرسال "رسائل تنازلية" لإسرائيل بأن حكومة التوافق الوطني ستعترف بها لأن إسرائيل ستستغل مثل هذه الرسائل لفرض المزيد من الضغوط على الفلسطينيين، كما أن مثل هذه الرسائل ستؤثر سلبا على الوفاق الفلسطيني وتقود لإفشال مساعي المصالحة الوطنية التي يجب أن يحافظ عليها وأن أية محاولة لتعطيلها ليست لمصلحة الشعب الفلسطيني وإنما لمصلحة إسرائيل التي وجدت نفسها في مأزق بعدما فاجأها الفلسطينيون لأول مرة بهذا الإنجاز غير المسبوق ولذلك فهى تسعى بكل الوسائل لعرقلته. وقالت "الراية" "إن إسرائيل تريد من ضغوطها المكثقة إفشال المصالحة الوطنية ومنع أي توافق فلسطيني - فلسطيني، ويجب على الفلسطينيين إدراك أن الأولوية يجب أن تكون للتوافق الوطني ووحدة الصف، وأن اتفاق المصالحة بغزة قطع شوطا بعيدا في تحقيق هذا الإنجاز، ولذلك فليس هناك بديل أمام القيادات الفلسطينية سوى التمسك بهذا الإنجاز الذي يجب أن يمنح الأولوية باعتبار أنه يحقق قوة ووحدة الشعب الفلسطيني لمواجهة مستحقات المرحلة القادمة ومنع إسرائيل من الانفراد بقضية عملية السلام التي أفشلت عمدا من طرفها عبر التنصل من التزاماتها وتعهداتها". واعتبرت الصحيفة أن الأولوية يجب أن تركز على التمسك بالمصالحة الوطنية، وتنفيذ متطلباتها، ومن بينها تسريع تشكيل حكومة التوافق الوطني لأن في ذلك ردا عمليا واضحا على المواقف الإسرائيلية. فيما قالت صحيفة "الرؤية" العمانية إن القيادات الفلسطينية وحرصها على إكمال مشهد المصالحة الوطنية أمر يبعث على الاطمئنان إلا أنه يظل بحاجة إلى المزيد من خطوات عملية متسارعة للبدء الفعلي في تنفيذ بنود المصالحة والوفاء باستحقاقات إنهاء الانقسام وجمع الصف الوطني. وأوضحت الصحيفة تحت عنوان (إكمال مشهد المصالحة الفلسطينية) أن هناك من يتربص الدوائر بهذه المصالحة ويسعى ليل نهار إلى وأدها في مهدها وفي مقدمة هؤلاء إسرائيل باعتبار أن هذا التقارب سيعمل على التصدي لمخططاتها الاستيطانية ومشاريعها التوسعية ومراميها التهويدية. ورأت أن القوى الوطنية الفلسطينية ستواجه عراقيل شتى وصعوبات جمة ستعترض مسار المصالحة وهى تحديات لن يتم التغلب عليها إلا باستحضار الهدف الأسمى للمصالحة وهو توحيد الصف لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأعربت الصحيفة عن أملها في ألا يطول الانتظار لبدء الحراك الفعلي لتحديد ملامح حكومة التوافق الوطني التي يعول عليها كثيرا في النهوض بمهمة الإعداد للانتخابات لتجديد الشرعية الفلسطينية ولقيادة النضال الوطني حتى يسترد الشعب الفلسطيني كافة حقوقه المشروعة. وبدورها، استنكرت صحيفة "الوطن" العمانية الموقف الإسرائيلي المتذمر من خطوة التقارب الفلسطينية والزعم بأن نتنياهو كان سيوافق على مفاوضات ليفي ـ عريقات في بحث حدود دولة فلسطين لولا إعلان المصالحة. وأكدت الصحيفة تحت عنوان (الوحدة الفلسطينية أهم من المباحثات السرابية) أن مجرد مفهوم التقارب الفلسطيني هو مرفوض إسرائيليا" وبقدر ما ينجح الانقسام ويتفشى ويتصاعد وتطول مدته ليصل إلى حد القطيعة بقدر ما يتحقق الطلب الإسرائيلي لأن الانقسام الفلسطيني ليست تبعاته الحالية هى المطلوبة إسرائيليا بل تأثيره في المدى المنظور أو البعيد بحيث يؤدي إلى إيجاد أجيال فلسطينية ليست متباعدة فقط بل عدوة لبعضها. وقالت "الوطن" إن خطوة المصالحة الفلسطينية إذا استمرت ولم تنجح الضغوط في إعادة تفتيتها قد تتجاوز في أهميتها تلك المباحثات الأمريكية الإسرائيلية الفلسطينية التي مازالت سرابا أو بحثا في الهواء الطلق.. وبقدر التمسك بها يمكن للفلسطينيين فرض شروط مختلفة أو الضرب بعرض الحائط بكل ما قد يخجل الأجيال الفلسطينية القادمة أو يسيء إليها وإلى مستقبلها.