عاجل

  • الرئيسية
  • تقارير
  • مواطنو «الإسكندرية»: صندوق القمامة الخرساني فكرة فاشلة.. ولا يصلح لمحافظة بحجم الإسكندرية

مواطنو «الإسكندرية»: صندوق القمامة الخرساني فكرة فاشلة.. ولا يصلح لمحافظة بحجم الإسكندرية

صورة توضح فشل فكرة الصندوق الخرساني في حل أزمة القمامة

لاقت أول تجربة لإنشاء صندوق خرساني لجمع القمامة بمحافظة الإسكندرية فشلًا ذريعًا بعد يومٍ واحدٍ من بداية العمل بالصناديق الجديدة، حيث تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» صورة لصندوق بشارع أبو قير تحول محيطه لكوم من القمامة الملقاة حوله وأعلاه. كان اللواء «طارق مهدي»، محافظ الإسكندرية، شهد تدشين أول صندوق خرساني للقمامة بالمحافظة، يوم الأربعاء الماضي، مصرحًا بأن الصندوق يصعب فتحه أو نبشه، ومشيرًا إلى أن الذي صممه ونفذه المهندس «شريف بقطر»، وأن الصندوق مكون من أربعة فتحات خاصة باﻷنواع المختلفة للقمامة بهدف إعادة تدويرها. وواجه الفشل السريع للتجربة انتقادات واسعة من مواطني المحافظة، متهمين المحافظ بالإهمال. وفي محاولةٍ منها لرصد آراء المواطنين عن قرب، طالعت بوابة «آخر الأنباء» بعض آراء مواطني المحافظة، وبدايةً قال «مسعد الشوادفي»، مدرس علوم: "المشكلة ليست في مكان التجميع، إنما في سرعة الإزالة للقمامة". وأشار «الشوادفي» إلى أن الحل يمكن في توفير آلية مستمرة على مدار اليوم لإزالة ما يتم إلقاءه من قمامة، موضحًا أن الصناديق الكبيرة أثبتت فاعلية حيث يتم تركها حتى تمتلئ ثم يتم رفعها بسيارة خاصة ويتم ترك صندوق أخر فارغ بدلًا من الممتلئ، مضيفًا «أما الصناديق الصغيرة ثبت فشلها بسبب الكثافة السكانية في محافظة بحجم الإسكندرية». بينما قال «بلال متولي»، أعمال حرة: "الصندوق الخرساني الذي تم إنشاؤه صغير جدًا، ولا يصلح في كثير من أحياء المحافظة، والحل في أن يعود الصندوق الكبير ويتم إزالة القمامة منه مرتين في اليوم بدلًا من مرة واحدة". والتقط طرف الحديث «عبد الستار شعبان»، طالب بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، معلقًا على صورة القمامة حول الصندوق الخرساني «الفكرة رائعة في الأساس ولكن ما وصل إليه الحال في الصورة لسببين، الأول: أن من المواطنين من يكسل أن يلق القمامة داخل الصندوق فيضعها بجانبه، والثاني: أن شركات جمع القمامة تمر عليها مرةً واحدةً في اليوم وهذا لا يكفي». وأوضح «شعبان» أن الحل يبدأ بتوعية المواطنين بأهمية المخلفات وأنها تُدِرُّ دخلًا كبيرًا للدولة إذا تم إعادة تصنيعها بشكلٍ جيدٍ، بالإضافة إلى أن تقوم الدولة بالتعامل الحازم مع شركات جمع المخلفات؛ لأنها السبب الأكبر فيما نراه في هذه الصورة. فيما يرى «شريف أبو ركبة»، أحد مواطني المحافظة، أن هناك محافظين وبعض الوزراء ينجزون أعمالًا غير مدروسة مع مصاحبة مصورين الجرائد المشهورة لالتقاط الإنجازات الرقمية والإعلان عنها للرأي العام حتى يقتنع الناس بأن هذا هو الحل، مشيرًا إلى أن الحل يتمثل في استغلال الشباب من حيث الإبداع والتخطيط والتنفيذ والإشراف والصيانة، وذلك في كل مشاريع النهضة الاقتصادية المنشودة وليس في أمر المخلفات والقمامة فقط. وعن فكرة فصل المخالفات من خلال الصندوق الخرساني، لفت «مصطفى نوار»، طبيب صيدلي، إلى أن ذلك ليس مفيدًا؛ لأن المواطنين لا يفصلون الفضلات داخل البيوت، قائلًا: "لكن إذا تم نشر صناديق أمام كل مجمع سكني وحمايتها بما يتبدى للمحافظة مع المواظبة على جمعها فبإذن الله ستوتي ثمارها". وأكد «عبد الرحمن محجوب»، أحد مواطني المحافظة، أنه لم ير الصندوق الخرساني إلا في منطقة "رشدي"، مشيرًا إلى أنه لا يمكن تطبيق تلك الفكرة إلا في أماكن محدودة في الإسكندرية منها، "رشدي، بوكلي، وكفر عبده"، مضيفًا أن حراس العقارات هم من يقومون بإلقاء المخلفات بالشكل الذي يظهر في الصورة حتى يُريحوا أنفسهم.