عاجل

العرب اللندنية: الأزمات تنغص فرحة المسلمين بشهر الصيام

صورة أرشيفية

قالت صحيفة العرب اللندنية إن الأزمات تنغص فرحة المسلمين بشهر الصيام فى معظم أنحاء العالم. وأكدت فى تقرير مطول لها اليوم أن أزمة سوريا لا تزال مستمرة منذ 2011، حيث يمر رمضان للمرة الرابعة، فيما لا يزال القتل اليومي والتدمير مستمران. ويعاني ملايين السوريين من أجل الحصول على احتياجاتهم اليومية الأساسية، بعد أن اضطروا لترك منازلهم ومدنهم وحتى وطنهم. وعلى وقع أصوات القنابل والبراميل المتفجّرة استقبل السوريون، في الداخل، شهر رمضان الكريم بأسواق خاوية وأسعار باهظة ووضع أمني لا يرحم. أما اللاجئون فاستقبلوا الشهر الكريم بحنين كبير إلى ليالي الشام الرمضانية. وفي العراق ازدادت الأحوال سوءا في الأيام الأخيرة وسط دلائل تنذر باندلاع حرب طائفية دامية تسببت، حتى الآن، في وقوع قتلى وجرحى، ونزوح حوالي مليون شخص من منازلهم. وفي الضفة الغربية – وبعد اختفاء ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في الثاني عشر من حزيران الجاري – بدأت إسرائيل شن حملة في الضفة الغربية، تضمنت اعتقال أكثر من 500 شخص، بينهم رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني “عزيز الدويك” ونواب في المجلس، ووزراء سابقون، وأعضاء في حركة حماس، كما شنت غارات جوية على قطاع غزة. وأدت تلك الحملة خلال 15 يوما إلى مقتل 8 أشخاص وجرح 14 شخصا، في الضفة الغربية، ومقتل شخصين وإصابة 20 آخرين في قطاع غزة. ولا تزال الاضطرابات سائدة في ليبيا رغم مرور ثلاث سنوات على الثورة، التي أطاحت بحكم القذافي بعد أكثر من 40 عاما. ويعاني اليمن أيضا من عدم الاستقرار الذي أعقب ثورته، حيث تندلع أعمال العنف بين الحين والآخر. وزادت في الآونة الأخيرة الهجمات التي تستهدف قوات الأمن والسياسيين البارزين، كما يشتبك مقاتلو القاعدة مع الجيش اليمني منذ عام 2012، وبدأت قوات الجيش – مدعومة من العشائر – عملية ضد القاعدة في جنوب البلاد منذ نيسان الماضي، ما أدى إلى مقتل عدد كبير من الجنود والمدنيين. ويعاني اليمن بالإضافة إلى ذلك من خطر المجاعة، حيث حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن 10 ملايين – من أصل سكان اليمن البالغ عددهم 25 مليونا – يعانون إما من انعدام شديد للأمن الغذائي، أو على وشك المعاناة من ذلك، و4.5 مليون يمني لا يجدون طعاما كافيا لتلبية احتياجاتهم اليومية، ويحتاجون لمساعدة غذائية عاجلة. وفي الصومال تشكل حركة الشباب خطرا مستمرا، بهجماتها التي تستهدف الحكومة والمدنيين. وشددت السلطات من الإجراءات الأمنية مع قدوم شهر رمضان، خوفا من تكرار ما حدث في رمضان الماضي، عندما لم تتوقف هجمات حركة الشباب طوال الشهر. بالإضافة إلى ذلك تعاني الصومال بشكل شبه مستمر من المجاعة والجفاف. وأدت كل تلك العوامل مجتمعة إلى جعل متوسط عمر الفرد في الصومال 50.8 عاما، وإلى لجوء حوالي مليون صومالي إلى دول الجوار. وتقول الأمم المتحدة إن 870 ألف صومالي يحتاجون لمساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة. ولم تسلم بلدان العالم الإسلامي – غير العربية – هي الأخرى من المشاكل والصراعات. ففي باكستان شهد العام الماضي أكبر قدر من العنف الطائفي في البلاد منذ عام 1989 – وفقا لموقع منظمة “بوابة الإرهاب في جنوب آسيا” – ، فمن أصل 4 آلاف و752 قتلوا نتيجة لأعمال العنف عام 2013، كان عدد ضحايا العنف الطائفي منهم 687 شخصا. وفي شمال غرب باكستان، لا تزال طالبان تحتفظ بنفوذها هناك، وينتشر القلق من زيادة حدة العنف في المنطقة مع انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من أفغانستان. كما يقع المدنيون القاطنون في المنطقة ضحايا للحملة التي تشنها الولايات المتحدة على الإرهاب، حيث قال تقرير صادر عن مكتب الصحافة الاستقصائية بلندن: “إن عدد قتلى الهجمات التي شنتها الطائرات الأميركية دون طيار في باكستان – منذ عام 2004 – يتراوح بين 2296 و3719 شخصا، أي حوالي 22 بالمئة منهم من المدنيين “، بحسب التقرير. ولا يفتأ المواطنون الأفغان يمرون بمختلف أنواع المشاكل والأزمات منذ سنوات طويلة، إذ يعيش حوالي 2.6 مليون أفغاني كلاجئين في عدة دول – وفقا لإحصاءات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين – وأصبحت الهجمات الإرهابية نشاطا حياتيا يوميا في أفغانستان، التي تستضيف أكثر من 50 ألفا من جنود الناتو من 49 دولة، ولا تزال حركة طالبان قوية بها رغم انتهاء حكمها للبلاد عام 2001. بالإضافة إلى ذلك يعاني الاقتصاد الأفغاني من مشاكل عدة، حيث يقوم 90 بالمئة من اقتصاد البلاد على تجارة الأفيون، كما ترتفع معدلات البطالة والفساد في البلاد. أما في إقليم “سنجان” – ذي الحكم الذاتي غرب الصين – أو “تركستان الشرقية”، فقد كان الأيغور المسلمون يشكلون غالبية السكان، إلى أن تسببت السياسات الصينية في جعل نسبتهم 45 بالمئة فقط من سكان الإقليم. وتنتهج السلطات الصينية سياسة قمعية تجاه سكان الإقليم في جميع المجالات تقريبا – وخاصة الدينية والثقافية – حيث تمنع على سبيل المثال من هم دون الثامنة عشرة من ارتياد المساجد، وتمنع إعفاء اللحى وارتداء النقاب. وينظم سكان الإقليم من حين إلى آخر مظاهرات احتجاجية على السياسات الصينية، وتقابل السلطات الأعمال الاحتجاجية بالقمع ما تسبب في زيادة ملحوظة في أعمال العنف. وترفض السلطات الصينية مطالب أهالي الإقليم بالحرية. وفي ميانمار يتعرض المسلمون – الذين يبلغ عددهم مليونان – لأشكال مختلفة من الاضطهاد. وينتمي مسلمو ميانمار لعرقية الروهينغيا، وهي إحدى 135 عرقية تعيش في البلاد. ولا تعتبر حكومة ميانمار مسلمي الروهينغيا مواطنين، وبالتالي فهم محرومون من جميع حقوق المواطنة. ويتعرض مسلمو الروهينغيا لهجمات، يأتي على رأس منظميها رهبان حركة 969 البوذية المتطرفة. وأدت تلك الهجمات إلى مقتل أكثر من 280 مسلما، وهروب أكثر من 250 ألفا من منازلهم، منذ عام 2012. ولا تبدي حكومة ميانمار أية استجابة لضغوط الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمات حقوق الإنسان، بخصوص الاضطهاد الواقع على المسلمين، كما لا تحتج المعارضة على تلك الممارسات خوفا من إغضاب البوذيين. وفي جمهورية أفريقيا الوسطى، اضطر عشرات الآلاف من المواطنين – كثير منهم من المسلمين – لمغادرة البلاد، هربا من أعمال العنف التي كثيرا ما تحولت إلى تطهير عرقي – بدأت في آذار من العام الماضي – عندما أطاح مسلحو “سيليكا” (تحالف سياسي وعسكري مسلم) بالرئيس “فرانسوا بوزيزي” – وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب عام 2003 – ونَصَّبوا بدلا منه المسلم “ميشيل دجوتويا” رئيسا مؤقتا للبلاد. وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين، وشارك فيها مسلحو “سيليكا” ومسلحو مليشيا “أنت بالاكا” المسيحية، أسفرت عن مقتل المئات، بحسب الأمم المتحدة، ما أجبر دجوتويا على الاستقالة من منصبه، تحت وطأة ضغوط دولية وإقليمية، وتنصيب “كاثرين سامبا بانزا” رئيسة مؤقتة للبلاد. وكان عدد سكان “أفريقيا الوسطى” قبل الأزمة 5.1 مليون نسمة، 15 بالمئة منهم مسلمون، ووفقا للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فإن 378 ألفا من مواطني هذا البلد – منهم 150 ألفا من المسلمين – لجأوا لدول الجوار هربا من أعمال العنف.