عاجل

بن حلي: الثورات بالمنطقة العربية صاحبها أعراض جانبية وإفرازات سلبية

السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية

أكد السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الأوضاع في سورية تزداد تفاقما لعدم وجود إرادة حقيقية لدى الأطراف الفاعلة في الأمم المتحدة وخاصة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لمساعدة السوريين على حقن الدماء، ووضع حد للخروج من هذه الحالة المدمرة لمقومات الدولة السورية وتمكين الشعب السوري من تحقيق مطالبه العادلة في التغيير والإصلاح، وإعادة بناء قدرات وطنه، وإقامة النظام الديمقراطي الذي يتطلع إليه. جاء ذلك خلال كلمته اليوم "الثلاثاء" بمقر الجامعة العربية، أمام الاجتماع الحادي عشر للتعاون القطاعي بين جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ووكالاتهما المتخصصة حول "التعاون في مجال بناء القدرات المدنية في مرحلة ما بعد النزاعات"، والذي شهد حضور سارة كليف المستشار الخاص ومساعد أمين عام الأمم المتحدة للقدرات المدنية، وعدد من مديرو وممثلو المنظمات الدولية والعربية. وأشار نائب الأمين العام، إلى أن المنطقة العربية تشهد ثورات وانتفاضات وتحولات جذرية يقودها الشباب العربي المتطلع إلى بناء دولة المؤسسات القائمة على الحكم الرشيد والنهج الديمقراطي السليم والتكافل والمساواة والعدالة الاجتماعية، لكن صاحب هذه التحولات الكبرى أعْراض جانبية، وإفرازات سلبية، موضحًا أنها خلقت نوعًا من الهواجس والقلق خاصة لدى المواطن العربي في دول ما يسمى بالربيع العربي، جعلته يعيش في حالة من الحيرة على مصير بلده ومستقبل أبنائه، منبهًا من أن الفشل في دعم أو بناء المؤسسات المدنية المنهارة والغائبة أو الهشة سيؤدي إلى انهيار السلم الأهلي والانحدار نحو الدولة الفاشلة إذا لم نستطع فعلاً مساعدة هذه الدول. وقال بن حلي، علينا أن نقر بأن الجهود الدولية والإقليمية للتعامل مع النزاعات والصراعات في المنطقة العربية خلال العقود الستة الماضية قد انصبت في مجملها على إدارة النزاعات سياسيًا وليس البحث عن إيجاد حلول جذرية ودائمة. وتابع: كما أنها لم تأخذ في حسبانها التحضير والترتيبات لمرحلة ما بعد النزاع، وكيفية التعامل مع تلك المرحلة؛ وللأسف فقد دفعت شعوب المنطقة، وما تزال تدفع فاتورة هذه التحركات غير المحسوبة والسياسات الخاطئة. وأشار إلى بعض الأمثلة قائلا: ها نحن نتابع الأوضاع المقلقة في ليبيا التي تعاني من عدم الاستقرار، ومن تأخر كبير في بناء قدراتها المدنية وإقامة مؤسساتها الدستورية؛ وها هي يد الإرهاب المدان بأشد العبارات تعود من جديد إلى العراق لتعبث بأمنه وتزهق المزيد من الضحايا الأبرياء. وأوضح أنه إذا كانت القوى السياسية المتصارعة في العراق تتحمل مسئوليته هذا التردي الأمني، فإن الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية مدعوتان إلى تضافر جهودهما لمساعدة العراق على الإسراع في بناء قدراته المدنية. كما لفت بن حلي، إلى أحكام الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينظم العلاقة بين الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لم يعد وحده المرجعية لتنظيم التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، مشددًا على انه أصبحت هناك مستجدات، وأوضاع عالمية، مغايرة، وأزمات وصراعات دولية وإقليمية طاحنة، تحتم المزيد من دعم هذا التعاون وتوسيع آفاقه، مشيدًا بالاجتماع المشترك الذي جرى بين جامعة الدول العربية ومجلس الأمن في نيويورك بتاريخ 24/9/2012، وتعيين مبعوث خاص مشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن سورية كأول مبادرة في هذا الشأن، مطالبًا بالمزيد من تطويرها والبناء عليها، وخاصة فيما يتصل بتسوية النزاعات وعلى رأسها القضية الفلسطينية العادلة التي تبقى مفتاح السلم والأمن في هذه المنطقة، وفي بناء القدرات ما بعد الأزمات وتحقيق السلم والأمن والتنمية في هذه المنطقة المضطربة من العالم. كما أكد على اهمية التفاعل مع الحكومات في المنطقة لتحفيزها على بناء قدراتها وحصر احتياجاتها حتى يمكن لدول المنطقة أن يكون لها الدور الأول في منع اندلاع النزاعات مرة أخرى. واكد سعي الجامعة العربية للتعاون مع المجتمع المدني ومنظماته العامة في مجالات الأمن والتنمية الإقليمية لتفعيل ودعم دورها في التحرك في مرحلة ما بعد انتهاء النزاع لمساعدة المجتمعات المحلية، وتوفير الخدمات والوظائف ودعم مفاهيم سيادة القانون والعدالة الناجزة وغيرها من الاحتياجات العاجلة لمنع عودة النزاعات واستفحالها.

اقرأ أيضاً

خبر في صورة