عاجل

"متسللون" .. فيلم يصور كيف يخترق الفلسطينيون موانع جدار الفصل العنصرى

صورة أرشيفية

انطلقت فعاليات مهرجان الفيلم الفرنسى-العربى فى نسخته الرابعة بمدينة رام الله بالضفة الغربية بعرض لفيلم للمصور والمخرج الفلسطينى خالد جرار بعنوان "متسللون" وهو يصور مشاهد حية لفلسطينيين يحاولون بشتى الطرق الدخول لمدينة القدس المحتلة وكيف يخترقون جدار الفصل العنصرى فى مغامرات شبه يومية وقد يتعرضون خلالها للاعتقال ودفع غرامات مالية. يقام المهرجان ، الذى يستمر فعالياته من 9 الى 16 يونيو الجارى ، تحت رعاية المعهد الثقافى الفرنسى برام الله ، وبلدية رام الله ، ومؤسسة الكمنجاتى الفنية ، ومؤسسة يبوس الثقافية، ومركز خليل السكاكينى الثقافى، ومؤسسة فلسطين للشباب. يقدم المهرجان للمرة أولى أعمال فلسطينيية حاصلة على جوائز عالمية من بينها "متسللون". وقد التقط الفيلم، الذى يعرض حاليا بمسرح القصبة برام الله، صورا لمشاهد حية وحقيقية ، حيث أن أبطال الفيلم هم الفلسطينيين أنفسهم، لنقاط مختلفة يحفظها الفلسطينينون عن ظهر قلب للدخول للمدينة المقدسة سواء للعمل أو العلاج فى المستشفيات او الصلاة او لزيارة ذويهم الذين تفصلهم عنهم جدران الفصل العنصرى بعيدا عن الحواجز الاسرائيلية التى يتطلب عبورها الحصول على تصاريح خاصة. وقد التقط جرار صوره الحية من مختلف النقاط التي يحفظها الفلسطينيون عن ظهر قلب للتسلل إلى القدس، في بيت حنينا، وبير نبالا، والزعيم، وقلنديا البلد، وحوسان. ولعل من أكثر المشاهد تأثيرًا في الفيلم، مشهد سيدة تدعى أم صخر جوبية، وهي تحاول الاتصال مع ابنتها ولمس يديها في بيت حنينا من تحت أبواب الجدار الحديدي الذي أقامته إسرائيل هناك، وقد فصل الجدار الحديدي الأم عن ابنتها في العام 2009، حينما أغلقت إسرائيل منفذا في منطقة بيت حنينا، ولم تر الأم ابنتها منذ ذلك الحين. ويعرض الفيلم مشهدا آخر لعائلات من أطفال ونساء ورجال، وهم يمرون نحو مدينة القدس، عبر مستنقع من المجاري تحت الأرض، وتسمع فى الاجواء المظلمة للمشهد أصوات بكاء الأطفال وهم يمرون مع زويهم عبر منافذ صخرية ضيقة. ويتنقل المصور، في كاميرته مجددًا لصور شبان وهم يستخدمون الحبال والسلالم للقفز عن الجدار الفاصل، وكذلك صور لأطفال يهربون 1000 قطعة خبز عبر فتحات أوجدوها في الجدار، ليباع في مدينة القدس. وفى لقاء خاص لموفدة وكالة أنباء الشرق الاوسط لرام الله، قال مخرج الفيلم خالد الجرار إن فكرة الفيلم نابعة من قيام الصهاينة بطرد الفلسطنيين من بيوتهم إبان النكبة عام 1948 وكيف ان الفلسطينيين الذين رحلوا الى لبنان وسوريا وغيرها كانوا يرغبون فى العودة الى بيوتهم وكيف أطلق الاسرائيليون عليهم أنهم "متسللون" رغم انهم يريدون العودة الى منازلهم التى اغتصبت منهم. وردا على سؤال حول سبب التسمية لهذا الفيلم، قال الجرار انه أراد من خلال التسمية ، التى اطلق الاسرائيليون على أصحاب الارض، ان يجذب انتباه المشاهدين لتقييم هذه التسمية بأنفسهم ويترك الحكم لهم فى النهاية. وقال الجرار انه عمل على تصوير هذا الفيلم على مدار اربع سنوات ونصف وأن كل مشاهد الفيلم حقيقية وبدون ممثلين ليعكس حياة الفلسطينيين ومعاناتهم اليومية مع الجدار. ويقول الجرار ان بعض النقاد راوا ان الفيلم عكس إنسانية هؤلاء الناس الذين أصبحوا يعيشون مع الجدار وكيف أنهم رغم المعاناة يجدون اوقاتا يستطيعون خلالها الضحك رغم أنهم يغامرون بحياتهم وكيف انهم استطاعوا التغلب على هذا العائق الاسمنتى. وأضاف الجرار انه حدثت حالات كثيرة لاناس قتلوا أو تم القبض عليهم او سقطوا وتكسرت ارجلهم خلال الاوقات التى كان يصور فيها الفيلم. ويقول الجرار انه كان لديه فضول شديد لمعرفة ما يقوم به هؤلاء الاشخاص الذين قال عنهم أنهم كانو يعطونه طاقة للاستمرار فى عمله رغم الصعوبات والمخاطر. وعن الصعوبات التى واجهته اثناء تصوير الفيلم، قال الجرار انه واجه الاعتقال من جانب الاسرائيليين عدة مرات وانه كان يضطر فى بعض الاحيان الى التخلص من المواد التى قام بتصويرها حتى لاتتم مصادرتها وذلك بعد أن سبق وتمت مصادرة عدة مواد تصويرية قبل ذلك. ويضيف الجرار ان رسالته من الفيلم هى "شعب واقع تحت الاحتلال يريد نيل الحرية". يشار الى ان فيلم "متسللون" حصل على عدة جوائز أثناء عرضه فى مهرجان دبى السينمائى ومهرجان لندن للفيلم الفلسطينى ومهرجان بيروت ومهرجان برشلونة للافلام الوثائقية. وسيتم خلال الشهر الجارى عرض الفيلم فى القدس وبيت لحم وجنين ونابلس والخليل وغزة. ويعرض الفيلم اواخر الشهر الجارى فى مهرجان أدنبرة السينمائى الدولى باسكتلدا.

اقرأ أيضاً

خبر في صورة