ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، أن أعدادا كبيرة تقدر بعشرات الآلاف من الفلسطينيين تدفقوا خارج حي (الشجاعية)، شرقي غزة، الذي تعرض لقصف أمس الأحد من قبل جيش الإحتلال الإسرائيلي، محذرة من مغبة تفاقم أزمة إنسانية تلوح في الأفق في قطاع غزة جراء نزوح هذه الأعداد الكبيرة من المدنيين عن منازلهم. وأضافت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم، أن ما يزيد عن 81 ألف فلسطيني أجبروا على الرحيل من مساكنهم حتى الآن، من بينهم 20 ألفا في عطلة هذا الأسبوع فقط، وهو رقم يتجاوز أعداد من شردوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2008، وقد يتخطى قريبا قدرة المنظمات الدولية على توفير المأوى والقوت اللازمين للنازحين. وعرضت الصحيفة صوراً محزنة لنساء يحملن أطفالهن ورجالا كبارا في السن وعائلات كاملة تخرج من حي (الشجاعية) دون أي ممتلكات سوى الملابس التي يحملونها على ظهورهم، وسط قذائف مدفعية ووابل من النيران الإسرائيلية علا صداها في أرجاء شوارع المدينة التي امتلأت بدمار واسع النطاق وجثث ممددة على الأرض وتحت الأنقاض، في هجمات شرسة تعد الأعنف منذ بداية العدوان على غزة. وقال كريستوفر جونيس، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن الوكالة تدير 61 ملجأ في مدارسها بقطاع غزة، موضحا أن (الأونروا) لديها نحو 100 مبني مدرسي في جميع أنحاء القطاع الساحلي ولديها أيضا مبان إضافية حتى يتسنى لها فتح مزيد من الملاجئ للنازحين. غير أن جونيس أشار إلى أن التمويل المخصص لسد الإحتياجات الغذائية والمائية وغيرها من ضروريات الحياة أصبح ينفد على نحو سريع، قائلا "إن الوكالة أطلقت نداء طارئا لجمع نحو 60 مليون دولار للتعامل مع الازمة الراهنة"، بحسب الصحيفة. وأكد جونيس أن (الأونروا) لن تتخلى عن اللاجئين الفلسطينيين، غير أنها قد تخسر قدرتها على توفير ظروف مريحة وصحية في ملاجئها دون وجود تمويلات إضافية، محذرا من أن الإرتفاع المفاجئ في أعداد النازحين يمثل انعكاسا للوضع الخطير الذي يواجهه المدنيون.