عاجل

مؤتمر لبحث اوضاع الصحفيين في طل ثورات الربيع العربي

صورة أرشيفية

أكد الصحفى والناشط العراقى داود الفرحان أن حرية الصحافة فى العراق ما هى إلا حرية ظاهرية، مشيراً إلى الإنتهاكات التى يتعرض لها الصحفيون من اعتداءات بدنية وإيذاء نفسى ومنع عن العمل تصل الى حد الإغتيال. جاء ذلك خلال مشاركة الفرحان فى أعمال الجلسة الثالثة لمؤتمر " الصحافة العربية, الحاضر والمستقبل فى ظل الربيع العربى" الذى ينظمه الإئتلاف الوطنى لحرية الإعلام، وخصصت الجلسة الثالثة لإستعراض أوضاع الصحافة والصحفيين فى العراق والمغرب والسودان ورأسها الصحفى خالد السرجانى . واستعرض الفرحان أوضاع الصحفيين فى بلاده فأكد أنها أوضاع مؤلمة حيث تم إغلاق 6 مكاتب إعلامية بعدما تمكنت من كشف العديد من قضايا الفساد وأن هناك صحفيا تم اغتياله لنشره تفاصيل فساد تتعلق بأسرة الملا مصطفى البارزانى، وهو زعيم كردى من كردستان الجنوبية شمال العراق. ورصد الفرحان ستفحال الفساد على الساحة الصحفية العراقية فذكر كيف يتم شراء ذمم الصحفيين بسبب الضغوط الإقتصادية ، وتحول نقابة الصحفيين الى بوق لحكومة المالكى وأيضا إنشاء هيئة تسيطر على الإعلام. وأضاف الفرحان أن حرية الصحافة فى بلاده حرية ظاهرية وأن الحرية والديمقراطية، التى تتشدق بها أمريكا ما هى إلا أكذوبة ، مشيرا الى أن الصحف فى بلاده لا تخرج من تحت إبط النظام الحاكم. وأشار الفرحان الى أن النظام السابق فى بلاده كان شعاره "نفذ ثم ناقش" ومن يناقش يتم إعتقاله، بينما كاتم الصوت هو الذى يعمل فى العراق الآن وهو من صنع ايران. ووجه الفرحان حديثه للمصريين فقال أنه "إذا كنتم تعانون فى مصر من مرشد جماعة الإخوان، فإننا نعانى فى العراق من أكثر من 100 مرشد، فلكل جماعة وفصيل مرشد تتبعه". وأكد الفرحان أن شجاعة الصحفيين هى التى تصنع حرية الصحافة، مشيرا الى ما يتعرض له الصحفيون العراقيون من تربص واضطهاد يقابله إنتهازية من جانب رؤساء تحرير الصحف، ومستعرضا فى نفس الوقت الضغوط الأكثر والأفدح التى يتعرض لها الصحفيون الأكراد فى الشمال. وأكد على أنوزلا الصحفي المغربي أن كسر حاجز الخوف لدى الشعوب العربية كان أروع نتائج ثورات الربيع العربي مما استتبعه كسر للتحكم القديم فى المعلومات ووقف حالة الهيمنة على الصحافة ووسائل الإعلام مشيرا الى أن بلاده لم تخض تجربة الثورات العربية لكنها قامت بما سمى حركة 20 فبراير التى ترتب عليها قيام السلطات المغربية بمحاولة إحتواء هذه الحركة ومنحت البلاد دستورا يتحدث عن حرية الصحافة وأعرب أنوزلا عن مخاوفه من هدوء الشارع المغربى ونسيان مطالب حركة 20 فبراير مما سيدفع السلطات الى التراجع عن ماقدمته وتعود لطرقها القديمة. وأوضح أنوزلا أن الإعلام العمومي في المغرب يوظف لخدمة سياسات السلطة وأن هناك إحتكارا كاملا للإعلام متمثلة في القصر مستعرضا أوضاع الصحافة الورقية والإليكترونية فى بلاده وكيف فتح الفضاء الإليكترونى الفرصة الأوسع للمغاربة كبديل عن الصحافة الورقية. وأضاف أنوزلا أن الإقبال على المواقع الإليكترونية دفع السلطات الى إنشاء مواقع مضادة وتبحث حاليا " تنظيم " النشر على المواقع الإليكترونية، مشيرا الى تعطيل الحكومة لمشروع قانون جديد للصحافة. من جانبه قال عبدالقادر محمد الصحفى السودانى إن بلاده شهد خلال العشرين سنة الأخيرة تسعة قوانين للصحافة جميعها غير متوافقة مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان ، بل تتميز بإعاقتها عمل الصحفيين. واستعرض عبدالقادر أوضاع الصحافة والصحفيين في السودان فأكد قتامة الصورة حيث أن هناك تحكم كامل من جانب نظام الحكم فى السيطرة على الإعلانات وملكية الصحف والرقابة المباشرة من جانب جهاز الأمن والمخابرات على كل كلمة تكتب بالصحف قبل طبعها بالإضافة للرقابة غير المباشرة من خلال وسائل أخرى. وأشار عبدالقادر إلى ما يتعرض له الصحفيون من إيذاء بدنى واعتداءات ومنع من الكتابة مشيرا لمنع أكثر من 15 صحفيا من الكتابة وكذلك إغلاق 19 صحيفة بشتى الطرق ابتداء من الإيقاف العقابي الى العقوبات الإدارية وقرارات المجلس القومى للصحافة. كما أشار عبدالقادر الى قوانين الصحافة المتعارضة حتى مع الدستور السودانى نفسه والرقابة على المواقع الإليكترونية والصحف وإحتكار الدولة للتليفزيون والإذاعة ومنع الترخيص وحظر الإذاعات غير السودانية كمونت كارلو وبى بى سى. وكان المؤتمر قد بدأ فاعلياته صباح اليوم بالقاهرة بمشاركة ممثلين للصحافة العربية من مصر وتونس واليمن وسوريا والمغرب والسودان والعراق. وعقدت ثلاث جلسات عمل تناولت أوضاع الصحافة العربية فى عدد من بلدان الربيع العربى وإستخلاصات تجاربهم قبل وبعد الثورات والنقاط المشتركة بينهم ، ورأس الجلسة الثالثية الصحفى خالد السرجانى. ويواصل المؤتمر أعماله غدا حيث يعقد ثلاث جلسات عمل حول " ماتحتاجه الصحافة العربية للتعبير بحرية ومهنية عن الواقع العربى " ، و"الصحافة التقليدية والصحافة الشعبية وآفاق المستقبل " و" الصحفيون العرب فى المراحل الإنتقالية وكيف يعملون معا ". ومن المنتظر أن يصدر المؤتمر فى ختام أعماله توصياته التى تبلورت من خلال جلسات العمل على مدار اليومين.