عاجل

  • الرئيسية
  • تقارير
  • سكان طرابلس يضيقون ذرعا بمدينتهم ... القصف المستمر وأزمات الوقود والغذاء تخنق العاصمة الليبية...والحل مستحيل الآن

سكان طرابلس يضيقون ذرعا بمدينتهم ... القصف المستمر وأزمات الوقود والغذاء تخنق العاصمة الليبية...والحل مستحيل الآن

انفجار وقع قرب مسجد فى طرابلس (صورة أرشيفية)

بعد ساعات من احتفال رجال الإطفاء في طرابلس بتمكنهم من إخماد حرائق خزانات النفط بطريق المطار عبر إمكانياتهم المتاحة على امتداد أسبوع واستقبالهم استقبال الأبطال في ميدان الشهداء بطرابلس أمس، عادت النار لتشتعل في خزان جديد؛ إثر قذيفة صاروخية استهدفته بشكل مباشر اليوم السبت. وتصاعد عمود هائل من الدخان في سماء العاصمة التي بدت، اليوم السبت، خالية بسبب أزمة الوقود وإقفال حوالي 80% من المحال التجارية أبوابها في مشهد يُعيد إلى الأذهان الحالة التي كانت عليها المدينة خلال أحداث فبراير 2011. واستمر القصف المدفعي والصاروخي طوال اليوم على منطقة مطار طرابلس، وما حوله وطال لأول مرة أحياء مجاورة لمركز المدين بسقوط قذيفتين في شارعين بمنطقة سوق الجمعة وأخرى بمنطقة الفرناج وثالثة في منطقة الدريبي. استمرار النزوح: كما استمرت في المقابل حركة نزوح العائلات من المساكن الواقعة من مناطق تقاطع النيران التي تحولت إلى مناطق أشباح بعد تحولها إلى ساحة حرب، مثل قصر بن غشير والسواني والسراج التي تشهد منذ أيام تبادل قصف مركز استخدمت فيه الدبابات ومدافع الهاون وراجمات الصواريخ، حيث يحاول تشكيل مسلح من مدينة جنزور تحت غطاء القصف الوصول إلى معقل قوات لوائي القعقاع والصواعق المحسوبين على مدينة الزنتان عبر محور السراج. لفت عددًا من الأهالي إلى انهم لم يستطيعوا مغادرة منازلهم أو قضاء أشغالهم جرَّاء تواصل القصف وقفل الشوارع بالسواتر الترابية وأفاد أحد سكان المنطقة بأنه شاهد دمارًا كبيرًا لحق المباني والمحال الواقعة فيما يعرف بشارع الكنيسة خاصة مدرسة الغيران الجنوبية ومحال البيع بالجملة، ولفت إلى أن عددًا من الأهالي لم يستطيعوا مغادرة منازلهم أو قضاء أشغالهم جرَّاء تواصل القصف وقفل الشوارع بالسواتر الترابية، وتعد منطقة السراج من الأحياء الراقية وتقع بين مركز العاصمة طرابلس وبلدة جنزور غربًا. كما طال القصف اليوم مدرسة الفروسية بطريق المطار، وأصيب عدد من خيول السباق التي شوهدت تركض وسط الطريق الخالي من السيارات هاربة من أصوات الانفجارات. تفاقم أزمة الوقود: في هذا الوقت، تفاقمت أزمة الوقود في مدينة طرابلس وضواحيها، وشوهدت اليوم فى طرابلس أرتالاً من السيارات تمتد لأكثر من ثلاثة كيلومترات أمام بعض محطات الوقود المقفلة، وقد تركها أصحابها منذ أيام في انتظار تزويد المحطات بالوقود، واضطرت العديد من المحطات إلى التوقف عن العمل نتيجة المشادات اليومية التي تحدث بين أصحاب السيارات من ناحية وبين هؤلاء ورجال الأمن من ناحية أخرى والتي أدت أكثر من مرة إلى اشتباكات اُستخدم فيها السلاح الخفيف مثلما حدث في محطة الفرناج ليلة البارحة للمرة الثانية، وحطم بعض سائقي السيارات آلات ضخ البنزين وقطعوا خراطيم تزويد السيارات بالبنزين في أكثر من محطة. وشُوهد اليوم زحام وفوضى أمام مستودعات بيع غاز المطابخ بعد اختفاء أنابيب الغاز من السوق وتضاعف أسعارها أكثر من 20 مرة "من دينارين ونصف الدينار إلى 50 دينارًا". كما استمر انقطاع التيار الكهربائي عن العديد من أحياء العاصمة، إذ تتراوح فترات الانقطاع بين ثلاث وعشر ساعات كما حدث في ضاحية عين زارة التي حرم سكانها من الكهرباء أمس الأول لمدة 16 ساعة. أزمة المواد الغذائية: وبدأت مؤشرات أزمة جديدة تتعلق بالمواد الغذائية بعد إغلاق أسواق منطقة الكريمية التي تعد المركز الرئيس للبيع بالجملة وتزويد محال العاصمة وغيرها من المدن بالسلع الغذائية بعد أن أصبحت منطقة تقاطع نيران يصعب وصول التجار والمتسوقين إليها. وشاهد مراسل "بوابة الوسط" الليبية أرفف عدد من محال بيع المواد الغذائية وقد بدت خاوية من السلع، خاصة السلع الرئيسة كزيت الطبخ والطماطم والدقيق وحليب الأطفال وغيارات الرضع. إلى ذلك انتشرت أكوام القمامة على جوانب الطرق بأحياء العاصمة الرئيسية نتيجة رحيل العمالة الأجنبية وأزمة الوقود وصعوبة الوصول إلى مكبات طالتها الاشتباكات ليضاف ذلك إلى مسلسل المعانات الذي حصرت سكان العاصمة بين سنديان القصف ومطرقة الأزمات.