عاجل

الواحات البحرية والمحافظة الجديدة

هل هي فتح لآفاق جديدة للتنمية ، أم زيادة معاناة أهالي الواحات خلال الاعوام القادمة !!! مع زيادة الحديث عن التقسيم الاداري الجديد للمحافظات والمحافظات الجديدة المتوقع انشائها يخشى ابناء الواحات البحرية من القرارات التي يتخذها بعض المسئولين داخل الغرف المغلقة وتحت المكيفات التي قد تزيد من معاناتهم ورحلات العذاب التي يعيشونها جراء الاهمال والتهميش الحكومي المستمر لابناء تلك المنطقة والتي بدلا من استغلال مواردها تصر الحكومات المتعاقبة على عدم تطويرها . قبل شهر رمضان المبارك قام سكرتير محافظة الفيوم بزيارة لمجلس مدينة الواحات البحرية لبحث الحدود الجديدة للمحافظات حيث أن محافظة الفيوم على حدود محافظة الجيزة والتي يتبعها مركز ومدينة الواحات البحرية ، وكان الحديث عن انشاء محافظة الواحات البحرية والتي تضم مركزي الواحات البحرية والفرافرة وحدودها منطقة البحور بطريق الواحات – القاهرة ومنطقة ابومنقار. واعترض عدد من الحاضرين مطالبين بان تكون حدود محافظة الواحات البحرية عند استراحة الحديد والصلب ( الرست ) بطريق الواحات القاهرة حيث أن معظم الظهير الصحراوي والذي كان يتبع محافظة الجيزة سيذهب لمحافظة الفيوم وهكذا يأتي الفكير في أبناء الواحات من اهتمام المسئولين في النهاية حيث انهم يدرسون حلولا لعدد من المحافظات دون التطرق لتأثير تلك القرارات على المحافظات الاخرى. ثم تناقلت معظم وسائل الإعلام بعد تلك الزيارة اخبارا عن أن المحافظة الجديدة ستسمى محافظة الواحات وتضم مراكز ( الواحات الداخلة – الفرافرة – الواحات البحرية ) وتكون عاصمتها الواحات الداخلة ، وهذا التقسيم يظلم ابناء الواحات البحرية الذين ظلوا لأكثر من ثلاثين عاما تابعين لمحافظة الجيزة وارتبط ابناء الواحات البحرية بالقاهرة الكبرى لانهاء الاوراق الخاصة بهم ونقل المرضى للمستشفيات التابعة لمحافظة الجيزة وتعلم معظم ابناء الواحات في جامعات ( القاهرة – عين شمس – حلوان – الأزهر - والجامعات والمعاهد الخاصة بمحافظة الجيزة ) والتي يوجد بها الكثير من اعضاء هيئة التدريس من ابناء الواحات البحرية في كل التخصصات والذين لم يأخذ رأيهم أي مسئول سابقا وحتى الأن في أي قرار يخص الواحات البحرية. لكن السؤال الذي يردده الأهالي في الواحات البحرية هل الحكومة تريد أن تزيد من معاناتنا من نقص الخدمات لانعدامها ؟!. فالمسافة بين الواحات البحرية ومحافظة الجيزة التي تتبعها اداريا حتى الأن 360 كم بينما المسافة بين الواحات البحرية ومدينة الداخلة 500 كم ، هذا فضلا عن أن المئات من أبناء الواحات البحرية يؤجرون محل اقامة لهم بمحافظة الجيزة منذ عشرات السنين وذلك ويوجد مئات الطلبة بالجامعات الموجودة بالقاهرة الكبرى. ويلجأ الأهالي لتعويض النقص في الخدمة الطبية وانعدامها في بعض التخصصات بالسفر للقاهرة وتحمل مشقة المرض والسفر والتي يبدوا أن عدد من المسئولين يريد أن يجعلهم يموتون من المرض حيث يسافرون 500 كم بدلا 360 كم فضلا عن أن الواحات الداخلة تعاني هي الأخرى من نقص شديد في الخدمات الطبية. أهالي الواحات لم يتملكوا حتى الأن أرضهم ومنازلهم التي ورثوها عن أجدادهم ، أهالي الواحات يعانون من تلوث مياه الشرب التي ادت لزيادة الاصابة بالفشل الكلوي، أهالي يسافرون على طريق في اتجاه للقاهرة وكذلك في اتجاه للداخلة ويحصد سنويا العشرات من شباب الواحات. أهالي الواحات البحرية يعانون من نقص شديد في المنتجات البترولية حيث لا توجد سوى 3 بنزينات ونادرا ما يعمل الثلاثة مع بعضه ففي اغلب الحالات تتعطل واحدة منهم رغم زيادة عدد الشركات التي تعمل في الواحات البحرية. الأراضي القديمة في الواحات البحرية قل فيها مستوى الماء الجوفي بصورة كبيرة ولا يستطيع المزارع أن يسقي أرضه الا باستخدام المعدات والماكينات البحاري التي تستهلك كمية من البنزين في كل رية بعد أن كانت المياه على سطح الارض، تعاني أشجار النخيل بالواحات البحرية من الاصابة بسوسة النخيل الحمراء والتي أثرت على عدد وكمية محصول النخيل في الواحات وكذلك على دخل المزارعين من موت لعدد من اشجار النخيل المثمر وتكلفة المبيدات المرتفعة في المكافحة. فهل ستكون المحافظة الجديدة حلا ً لمشاكل الواحات البحرية كي تكون منطقة جاذبة للاستثمار أم تقضي على ما تبقى من أمل لدى ابناء الواحات أم يكون الحل الوسط وتظل الواحات البحرية تابعة لمحافظة الجيزة حتى إشعار أخر؟! نتمنى أن تضع الحكومة مشاكل الواحات البحرية نصب أعينها وتعمل على حلها قبل أن يصبح أهالي الواحات من النوم ويجدون أنفسهم قد انتقلوا من محافظة الجيزة إلي محافظة أخرى تبعد عنهم 500 كم لم يزورنها طوال حياتهم