يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي - مساء اليوم الأحد - بأول زيارة له إلى المملكة العربية السعودية منذ توليه منصبه. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس خلال الزيارة - التي تختتم صباح الاثنين 11 أغسطس- بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في أحد القصور الملكية في مدينة جدة، على أن يعود الرئيس إلى القاهرة، ثم يغادرها متوجها إلى روسيا. وصرح سفير مصر بالرياض السفير عفيفي عبد الوهاب، بأن القمة المصرية السعودية ستناقش القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي واستعراض تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال السفير المصري - في اتصال هاتفي مع "الأخبار" إنه على رأس القضايا التي سيتم بحثها في قمة الرئيس السيسي والملك عبد الله، تطورات الأوضاع في قطاع غزة وليبيا والعراق وسوريا والتعاون المشترك بين البلدين لمواجهة الإرهاب والفكر المتطرف والجماعات التكفيرية بالمنطقة، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا بين مصر والسعودية في كافة القضايا وأن ما يحدث في المنطقة من تطورات وتحديات كبيرة يستدعي ويتطلب من الجانبين المزيد من التعاون والتشاور لمواجهة هذه التحديات التي تشكل خطرا كبيرا على المنطقة بأسرها. وأضاف عبد الوهاب، أن زيارة الرئيس السيسي ستكون أيضا لتقديم الشكر للمملكة العربية السعودية على مواقفها مع مصر، ودعمها لها في كافة القضايا. وأكد أن الزيارة ستجدد تأييد ومساندة المملكة لمصر في هذه المرحلة المهمة من تاريخها وهذا ما يؤكد أن العمل العربي المشترك يستند على التكاتف والتضامن المصري السعودي. وأضاف سفير مصر في المملكة، أن الرئيس السيسي سيلتقي أيضا خلال زيارته مع ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز والأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد، وعدد من كبار المسؤولين السعوديين. وأشار إلى أنه من المقرر أن تقام مأدبة عشاء على شرف الرئيس السيسي ويقيمها الأمير مقرن بن عبد العزيز، بحضور الوفد الرسمي من البلدين. ورجحت مصادر دبلوماسية أنه من الوارد أن يقوم الرئيس السيسي بأداء فريضة العمرة خلال زيارته إلى المملكة مساء اليوم، ثم يتوجه إلى مقر إقامته ليغادر صباح الاثنين مدينة جدة . ويضم الوفد المصري كلا من وزير الخارجية سامح شكري واللواء هشام الشريف رئيس ديوان رئيس الجمهورية واللواء صبري يوسف كبير الياوران والسفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية واللواء حاتم القناوي كبير أمناء المراسم برئاسة الجمهورية بالإضافة إلى السفير عفيفي عبد الوهاب سفير في المملكة المتواجدة هناك. من ناحية أخرى كشفت مصادر مسؤولة، أن زيارة الرئيس السيسي المرتقبة لروسيا والتي تبدأ مساء الاثنين 11 أغسطس، ستشهد نقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين البلدين منذ الجفاء الذي شابها عقب قرار الرئيس الراحل أنور السادات بطرد الخبراء السوفييت من مصر عام ١٩٧٢. وقالت المصادر إن القيادة الروسية أعدت استقبالا حافلا للرئيس السيسي يبدأ منذ دخول طائرته المجال الجوي الروسي، حيث سترافق طائرة الرئيس مقاتلات الجو للترحيب به، حتى هبوط طائرته في مطار سوتشي، ومن المقرر أن يستقبله وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف، بينما يقام استقبال خاص للرئيس السيسي على طول الطريق. وأضافت المصادر أن الرئيس بوتين يولي اهتماما كبيرا بزيارة الرئيس السيسي وانه حرصا منه على الاحتفاء بالرئيس قرر أن ينظم ترحيبا خاصا به على ظهر سفينة حربية روسية في البحر الأسود، في بادرة غير مسبوقة بالبروتوكول الروسي، قبيل بدء المباحثات بينهما. وشددت المصادر على انه من المنتظر الإعلان خلال القمة التي ستجمع الرئيس السيسي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عن مجموعة من المفاجآت السارة للشعب المصري بأكمله تتعلق باتفاقيات مباشرة في قطاعات حيوية وإستراتيجية على رأسها التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري والصناعي والزراعي. وأشارت المصادر إلى أن القمة "المصرية- الروسية" ستشهد مباحثات حول جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك في المحيطين الإقليمي والدولي وعلى رأسها الأوضاع في الأراضي المحتلة وجهود مصر في وقف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بالإضافة إلى الأوضاع المضطربة في العراق وسوريا وليبيا وأوكرانيا، لافتا إلى الاتفاق "المصري – الروسي" في ثوابت السياسة الخارجية وعلى رأسها عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة في العالم.