عاجل

تباين اراء الصحف الامريكية حيال قرار اوباما بتسليح المعارضة السورية

صحيفة "واشنطن بوست"

تباينت اراء افتتاحيات الصحف الامريكية الصادرة اليوم السبت حيال قرار الرئيس الامريكى باراك اوباما بتسليح المعارضة السورية. فقد اشادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بقرار أوباما لتقديم الدعم العسكري للمعارضة السورية،على الرغم من أنه لم يحدد بعد كمية ونوعية شحنات الأسلحة الأمريكية التي سيتم إرسالها. واعتبرت الصحيفة -في مقال إفتتاحية أوردتها على موقعها الإلكتروني اليوم السبت- أنه في حال تم إتخاذ هذه الخطوة قبل نحو 18 شهرا لكانت تغيرت موازين الحرب الأهلية لصالح المعارضة السورية ضد النظام الحكومي، ومنعت ظهور بعض القوى المتطرفة ذات الصلة بتنظيم القاعدة،والتي أصبحت أكثر نشاطا في جميع أنحاء البلاد. وأضافت الصحيفة "وعلى الرغم من أن هذا الإجراء قد يكون محدودا ومتأخرا لتحقيق هدف أوباما المتمثل في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من السلطة،إلا أن سرعة تسليم الدعم العسكري من شأنه أن يساعد الولايات المتحدة وحلفائها في وضع حد لهذه الحرب المستعرة أيضا." وأوضحت الصحيفة أن مسئولي الإدارة يأملون أن تسهم المساعدات الأمريكية هذه،إضافة إلى الأدلة على استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية في إقناع روسيا لدفع النظام إلى التوصل إلى حل تفاوضي يتطلب رحيل الرئيس الأسد. ومع ذلك،رجحت الصحيفة أن تغيير ميزان الحرب بشكل حاسم لصالح المعارضة من شأنه فقط أن يسهم في التوصل إلى تسوية سياسية مقبولة،إلا أن هذا الأمر سيتطلب تدخل من قبل الولايات المتحدة بشكل أقوى،وسيبدأ هذا التدخل من خلال تصديق أوباما على خطة البنتاجون الأمريكي،التي أوردتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية. وتابعت "وتهدف هذه الخطة لإنشاء منطقة حظر الطيران في جنوب سوريا، والتي من شأنها أن تمنح المساحة الكافية للمعارضة لتنظيم صفوفها والتدريب، وعمليات تسليم الأسلحة،وأن تكون بمثابة ملاذ للمدنيين السوريين،مضيفة بأنه من الممكن أن يتم ذلك مع استخدام صواريخ باتريوت والطائرات التي ستكون موجودة في الاجواء الأردنية". واختتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إفتتاحيتها مؤكدة أنه حان الوقت ليدرك الرئيس أوباما أن الحرب في سوريا تهدد المصالح الحيوية للولايات المتحدة من معاركها ضد تنظيم القاعدة وحتى أمن إسرائيل،لذا فالتدخل الأمريكي غير الحاسم من شأنه أن يزيد من تكلفة تحقيق الهدف النهائي كما حدث من خلال التأخير في تسليح المعارضة". في المقابل،اعربت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مخاوفها من أن يتسبب قرار تسليح المعارضة السورية من قبل الإدارة الأمريكية في جر واشنطن إلى صراع ضبابي آخر في منطقة الشرق الأوسط. ووصفت الصحيفة -في مقال إفتتاحية أوردتها على موقعها الإلكتروني اليوم /السبت/- هذا القرار بأنه سيكون بمثابة تصعيد للتدخل الأمريكي للرد على استخدام النظام الحكومي غاز السارين،الأمر الذي أكدته المخابرات الأمريكية. وأشارت الصحيفة إلى أن استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية ليس العامل الوحيد الذي يقود قرار الإدارة الأمريكية،فهناك تزايد في حدة الضغط على الرئيس الأمريكي باراك أوباما من قبل عدد قليل من السياسيين الأمريكيين، من بينهم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون،لإتخاذ المزيد من الإجراءات ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وانتقدت الصحيفة هؤلاء السياسيين الأمريكيين الذين ينتقدون أوباما لعدم إتخاذ المزيد من الإجراءات ضد النظام السوري دون أن يوضحوا الكيفية التي يمكن أن تغير بها الولايات المتحدة مسار تلك الحرب الأهلية الوحشية دون الانخراط فيها بشكل متزايد. واختتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية -إفتتاحيتها- قائلة "إن من يدعون إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة يبدو أنهم لم يتعلموا الدرس من حروب العقد الماضي في أفغانستان والعراق، والتي انهكت قوى الولايات المتحدة،ولم تكن نتائجها واضحة في أحسن الأحوال"