عاجل

كاتب تركي : الغرب يخشى تحقّق الاتحاد الإسلامي على أرض الواقع

أكّد الكاتب التركي "متين قراباش أوغلو" أن الدول الغربية ووسائل الإعلام الدولية تستهدف تركيا وتهاجمها، متستّرة وراء ما يحدث خلال احتجاجات ميدان "تقسيم" الجارية منذ أكثر من أسبوعين، وذلك بسبب مخاوفها من تحويل فكرة "الاتحاد الإسلامي" بين البلدان الإسلامية إلى أرض الواقع. وذكّر قراباش أوغلو، خلال تصريحات أدلى بها لإذاعة "مورال إف إم" التركية، بأن البلدان الغربية تصوّر الشرطة التركية وكأنها "وحشية"، وتقدّم ميدان تقسيم وكأنه ساحة حرب، بينما هي لا تنبس ببنت شفة بخصوص المجازر التي يرتكبها النظام السوري ضد الشعب المسلم في سوريا منذ أكثر من سنتين، وهي فعلت ذلك أيضًا في البوسنة والهرسك، الأمر الذي يدل على نفاقها وازدواجية معاييرها. ولفت الكاتب إلى أن الأمر لا يتعلّق بشخص رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ولا بحزب العدالة والتنمية الحاكم، وليست القضية هي اقتلاع الأشجار الموجودة في "جازي بارك" وغرسها في أماكن أخرى، ومن يعتقدون بذلك فهم في خطأ فادح، بل أساس القضية هو المحاولة للحيلولة دون تحقيق الاتحاد الإسلامي المحتمل. وأشار قراباش أوغلو إلى أن الدول الغربية ووسائلها الإعلامية تستغلّ المطالب البريئة والمخلصة للمحتجين في ميدان تقسيم لتوظيفها في عكس صورة عن تركيا وكأنها تشهد ثورة شعبية على غرار ما حدث في دول "الربيع العربي"، وذلك لتهيئة الظروف لحدوث انقلاب عسكري، والإطاحة بالإرادة السياسية المدنية الحاكمة في البلاد وإعادتها إلى مسارها وفلكها السابق، كما حدث في الانقلابات العسكرية التي شهددتها البلاد في عام 1960، و1980، و1997. كما تطرّق الكاتب إلى الحرب الدائرة في سوريا قائلاً "إن العالم الغربي يخاف من زوال النظام السوري المعادي للإسلام والمسلمين، ووصول مجموعة إسلامية إلى سدة الحكم في البلاد، مما يعني خروج سوريا من نطاق سيطرته.. فإذا تحرّرت سوريا على النحو المطلوب، فإنه سيظهر هناك "هلال إسلامي" – وفقًا لقوله - يبتدئ من تركيا وسوريا ويمتد حتى مصر والمغرب، وتضافر جهود تلك الدول وتعاونها فيما بينها في تحقيق مصالحها المشتركة، سيشكّل "مقدمة" لتحقّق فكرة الاتحاد الإسلامي الشامل مستقبلاً، وذلك هو الأمر الذي يحطّم أحلام الدول الغربية." وفي إطار تعرّضه للنقاشات الدائرة حول تسمية الجسر المعلق الثالث في إسطنبول باسم السلطان العثماني السليم الأول (ياوز)، شدّد الكاتب التركي "متين قراباش أوغلو" على أن السلاطين العثمانيين الذين سبقوه ولّوا وجوههم نحو الغرب، أما السلطان السليم الأول فصوّب وجهه نحو الشرق، وجعل الدولة العثمانية مركز الخلافة الإسلامية، وسعى إلى تأمين "الاتحاد الإسلامي الشامل"، لذا فالحديث عنه حديث عن فكرة الاتحاد الإسلامي، لافتًا إلى أن سبب الاعتراض على ذلك السلطان ليس المجازر التي يزعمون بأنه ارتكبها ضد الصفويين والعلويين، بل لأن اسمه أصبح رمزًا يدلّ على الاتحاد الإسلامي. واختتم الكاتب تصريحاته بالتنويه إلى أن الشيخ "بديع الزمان سعيد النورسي"؛ أحد أشهر رجال الإصلاح الديني والاجتماعي في تركيا في العصر الحديث، لم يصف أي سلطان من السلاطين العثمانيين بأنه سلفه إلا سليم الأول، حيث قال عنه "إنه سلفي بخصوص الاتحاد الإسلامي."

اقرأ أيضاً