عاجل

أميركا تستجيب لضغط اللوبي الإيراني وتوقف "العراق الحر"

سيكون يوم الجمعة القادم 31 يوليو، آخر يوم لبث إذاعة "العراق الحر" الناطقة بالعربية من واشنطن، بعد صدور قرار من شبكة الإعلام الأميركية "بي بي جي"، يقضى بإغلاق الإذاعة وذلك استجابة لضغوط اللوبي الإيراني بواشنطن، حسبما ذكرت مصادر مقربة من الإذاعة لـ "العربية.نت".

وكانت إذاعة العراق الحر، من بين أبرز وسائل الإعلام العربية - الأميركية التي عارضت التدخل الإيراني في العراق والدول العربية، وقامت بفضح انتهاكات إيران لحقوق الإنسان في إيران ودعم طهران للإرهاب في المنطقة والعالم منذ انطلاقتها الناجحة منذ 13 عاما ونيف.

وأكد مصدر مطلع بواشنطن لـ "العربية.نت" أن "اللوبي الإيراني اخترق العديد من الوسائل الإعلام الأمريكية باللغة العربية بنجاح منذ أكثر من عامين وبمختلف الجهود وعلى مختلف الأصعدة من أجل تحقيق أهداف النظام الإيراني".

وأضاف المصدر أنه "رغم الصيحات الرافضة علنا، للجاليات العربية ومنظمات المجتمع المدني وبيانات لمنظمات الأقليات والشعوب غير الفارسية في إيران، التي تنادي برفض قرار إغلاق الإذاعة وكذلك تدخل شخصيات في الكونغرس الأميركي الذي يمول هذه الإذاعة، إلا أن شبكة الإعلام مصرة على تنفيذ القرار".

وبحسب المصدر فإن "للوبي الإيراني بواشنطن تأثير على وسائل الإعلام الأمريكية العربية، ومقرها بسبرينغفيلد بولاية فرجينيا القريبة من واشنطن، وإن العديد منهم يعملون لصالح تلميع صورة النظام الإيراني من خلال مصادر سياسية لبنانية متحالفة مع إيران وحزب الله".

يذكر أن "العربية.نت" نشرت - في وقت سابق - بيانات لمنظمات المجتمع المدني التابعة للمجموعات المشرقية والعربية ومنظمات الأقليات والقوميات الإيرانية الناشطة في أميركا، والتي أفادت بأن قرار إيقاف الإذاعة جاء بضغط من اللوبي الإيراني في أميركا، بسبب تغطيتها لنشاطات منظمات حقوق الإنسان للشعوب غير الفارسية والمعارضة الإيرانية ونشاطات المجتمعات المشرقية والعربية في الولايات المتحدة المعارضة لسياسات نظام الملالي التوسعية في المنطقة العربية.

وكان رئيس لجنة العلاقات الخارجية وعدد من أعضاء الكونغرس الأميركي قد طالبوا في رسالة لهم، بإلغاء قرار شبكة الإعلام الأميركية الـ "بي بي جي" القاضي بوقف عمل إذاعة العراق الحر الداعمة لقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والمعارضة للنظام الإيراني وتدخلاته في المنطقة العربية.

وفي رسالة شديدة اللهجة، تلقت "العربية.نت" نسخة منها، وجه رئيس لجنة الكونغرس للعلاقات الخارجية، أد رويس، وبعض الأعضاء بمن فيهم لجنة الميزانية - حيث تأتي مخصصات هذه الشبكة من الكونغرس - إلى رئيس الـ "بي بي جي" جيفري شيل، أعربوا خلالها عن "قلقهم الشديد" حيال القرار الذي وصفوه بـ "قصير النظر".

وكانت شبكة الإعلام الأميركية قد قررت في فبراير الماضي، وبضغط من اللوبي الإيراني، إيقاف عمل إذاعة العراق الحر ودمجها بإذاعة "سوا" التي تُسمى في بعض المناطق العربية "إذاعة البوب" لتخصصها بإذاعة أغاني البوب الأميركية والعربية.

ويرى ناشطون أن قرار إغلاق الإذاعة يخدم أهداف النظام الإيراني القمعية التي تسعى إلى تكميم الأفواه وعدم نقل الصورة المأساوية وانتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الناشطون والصحافيون والنساء والأقليات العرقية والدينية على يد النظام الديكتاتوري في طهران".