عاجل

شرب القهوة قد يحمي من مرض التصلب المتعدد

بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ الأشخاصَ، الذين يُفرطون في تناول القهوة، قد ينخفِض لديهم خطرُ الإصابة بالتصلُّب المُتعدِّد multiple sclerosis، حيث وجدَ الباحِثون أنَّه من بين أكثر من 6700 بالغٍ، كان الذين شربوا حوالي 6 أكواب من القهوة يوميَّاً أقلّ عرضةً للإصابة بالتصلُّب المتعدِّد بنسبة 33 في المائة تقريباً، بالمُقارنة مع الذين لم يشربوا القهوة يومياً.

قالَ الباحِثون إنَّ هذه الصِّلةَ كانت بمعزِلٍ عن عوامِل أخرى، مثل العُمر ومُستوى التعليم والدَّخل والتدخين وعادات الشرب. ومع ذلك، أكَّدوا على أنَّ النتائجَ لا تُبرهِنُ على أنَّ القهوة، أو الجرعات الكبيرة من الكافيين، تُحارِبُ التصلُّبَ المُتعدِّد.

قالت إيلاين كينغويل، من جامعة بريتش كولومبيا: "من المُحتَمل أنَّ هناك تفسيراً آخرَ للصِّلة بين القهوة والتصلُّب المُتعدِّد، كما أنَّ دراساتٍ سابِقةً حول هذا الموضوع توصَّلت إلى نتائج مُتباينة، ولكن أعتقد أنَّ هناك سبباً يجعلنا نعتقد أنَّ القهوةَ يُمكن أن تُؤدِّي إلى الوِقاية ضدّ التصلُّب المُتعدِّد".

وجد بحثٌ سابِقٌ أنَّ الكافيين يستطيعُ وِقاية فئران المُختبر من الإصابة بحالة تُشبِهُ التصلُّب المُتعدِّد، وذلك من خلال عرقلة جزء من العمليَّة الالتِهابيَّة التي تُسبِّبُ الضررَ للأعصاب في الدِّماغ والعمود الفقريّ.

بالنسبة إلى البشر، يُصاب الإنسانُ بالتصلُّب المُتعدِّد عندما يُهاجم جِهازُ المناعة عن طريق الخطأ الغِلافَ الواقي حول الألياف العصبيَّة في الدِّماغ والحبل الشوكيّ. واستناداً إلى موقع الضرر، يُعاني المريضُ من ضعف العضلات والخدَر ومشاكل الرؤية وصعوبة التوازُن والتناسُق.

ربطت عدَّةُ دراسات المدخولَ المرتفِع من الكافيين بانخِفاض خطر الأمراض التي تنطوي على تنكُّسٍ في خلايا الدِّماغ، مثل مرض باركنسون (الشَّلل الرعَّاش) ومرض ألزهايمر؛ ولكن عندما يتعلَّق الأمرُ بالتصلُّب المُتعدِّد، تُصبِحُ الأدلَّة مُتداخِلةً، وربَّما يعود جزءٌ من هذا إلى صغر حجم مُعظم تلك الدِّراسات".

تفحَّصَ الباحِثون نتائجَ دراستين: الأولى سويديَّة اشتملت على 1620 شخصاً يُعانون من التصلُّب المُتعدِّد، و 2788 شخصاً سليماً؛ والثانية أمريكيَّة اشتملت على 1159 شخصاً يُعانون من التصلُّب المُتعدِّد، و 1172 بالغاً سليماً.
وجد الباحِثون بشكلٍ عام أنَّ الأشخاصَ، الذين استهلكوا 887 ميليتراً في المُتوسِّط من القهوة يوميَّاً (حوالي 6 أكواب عاديَّة)، كانوا أقلّ عرضةً للإصابة بالتصلُّب المُتعدِّد بنسبة 33 في المائة، بالمُقارنة مع الذين لم يستهلكوا القهوة.

قال الباحِثون إنَّ النتائجَ كانت مُتشابِهةً عندما تفحَّصوا عادات القهوة عند المُشارِكين قبل فترةٍ تراوحت بين 5 إلى 10 سنوات من بدء أعراض التصلُّب المُتعدِّد، أو عند الأشخاص السليمين.